2 ـ صلاة اللیل شرف المؤمن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
1 ـ کیف نجتاز الصراط بسهولة؟! القسم الحادی عشر

أشار الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة إلى مسألة إحیاء اللیل بالتهجد والعبادة على أنّها من ممیزات المتقین السائرین إلى الحق. والتهجد من مادة هجود، قال الراغب فی المفردات تعنی فی الأصل النوم، إلاّ أنّه تنتقل من معنى النوم إلى الیقظة حین تستعمل فی باب التفعیل، ولما کان إحیاء اللیل فی عرف المتقین یتمثل بالدعاء والمناجاة والعبادة، فقد استعملت کلمة التهجد بمعنى الصلاة فی جوف اللیل، وبالذات نافلة اللیل. على کل حال فانّ لصلاة اللیل آدابها الخاصة، وهى الاکسیر الأعظم والکیمیاء الکبرى التی تحیل تراب الإنسان ذهباً. وقد خاطب الحق سبحانه رسول الکریم(صلى الله علیه وآله) فی قرآنه الکریم قائلاً: (وَمِنَ اللَّـیْلِ فَتَهَـجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسى أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُود).( 1) الذی یفید أنّ المقام المحمود الذی بلغه رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) إنّما بلغه بعبادة اللیل والتهجد فیه. ویکفی فی فضلها وتظافر الروایات فیها، ما ورد عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أنّه قال لعلی(علیه السلام): «علیک بصلاة اللیل یکررها أربعة»(2)، کما ورد فی الحدیث أنه أوصى علی(علیه السلام) قائل: «یا علی ثلاث فرحات للمؤمن: لقى الاخوان، والافطار من الصیام، والتهجد من آخر اللیل»(3). فالحدیث یفید أنّ صلاة اللیل لمن دواعی سرور المؤمن وسعادته. وجاء فی الحدیث أیضاً أنّ رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال: «ما اتخذ اللّه إبراهیم خلیلاً إلاّ لاطعامه الطعام وصلاته باللیل والناس نیام»(4). وأوصى الصادق(علیه السلام) أحد أصحابه قائل: «لاتدع قیام اللیل فان المغبون من غبن قیام اللیل»(5). الجدیر بالذکر أنّ الآیة السادسة من سورة المزمل عبرت عن صلاة اللیل بناشئة اللیل وهى عظیمة الاهمیة والمؤدیة إلى الاستقامة «إن ناشئة اللیل هى أشد وطئا أقوم قیل» وقد ذهب بعض المفسرین إلى أنّ المراد بناشئة اللیل نشئة الجذبة الروحیة والملکوتیة التی تحصل للإنسان ببرکة هذه العبادة. وسبب هذه الأهمیة واضح لأنّ روح العبادة التی تبلغ بالإنسان المقامات العالیة إنّما تکمن فی أمرین: الاخلاص وحضور القلب. وکلاهما حاصل فی اللیل ولاسیما فی آخره بعد تلک الاسترحة والخلود حین یکون الناس نیام وقد إنقطعت الحرکة والسعی والعمل المادی فلیس هنالک من تفکیر فی نیل بعض المتع المادیة ولا الشواغل الفکریة المادیة الیومیة التی تشتمل علیها الحیاة الإنسانیة، ومن هنا کانت صلاة اللیل عبادة خالصة متوجة بحضور القلب والمعنویة التامة. ویمکن لکافة الاخوة المؤمنین لمس معطیات هذه العبادة من خلال التجربة وتذوق حلاوتها بشغاف القلب فیحرصون على أدائها، فهى الموصوفة لمن أراد الدنیا، وهى کذلک لمن أراد الآخرة، وهى باعثة الرزق ومطیبة الریح ومبیضة الوجه. نسأل اللّه أن یوفقنا وإیاکم للمواظبة علیها.


1. سورة الاسراء / 79.
2. بحارالأنوار 66/392 ح 68.
3. بحارالأنوار 71/352 ح 22.
4. بحارالأنوار 84/144 ح 18.
5. بحارالأنوار 80/127. 

 

1 ـ کیف نجتاز الصراط بسهولة؟! القسم الحادی عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma