«فَیا عَجَباً! وما لِیَ لا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى إخْتِلافِ حُجَجِها فِی دِینِها! لا یَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِیّ، ولا یَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِیّ، ولا یُؤْمِنُونَ بِغَیْب، ولا یَعِفُّونَ عَنْ عَیْب، یَعْمَلُونَ فِی الشُّبُهاتِ، ویَسِیرُونَ فِی الشَّهَواتِ. الْمَعْرُوفُ فِیهِمْ ما عَرَفُوا، والْمُنْکَرُ عِنْدَهُمْ ما أَنْکَرُوا، مَفْزَعُهُمْ فِی الْمُعْضِلاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ، وتَعْوِیلُهُمْ فِی الْمُهِمّاتِ ]المبهمات[ عَلَى آرائِهِمْ، کَأَنَّ کُلَّ امْرِئ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِیمَا یَرَى بِعُرًى ثِقات ]وثیقات ـ وموثقات[، وأَسْباب مُحْکَمات».