قال المبرد فی الکامل أنّ الإمام(علیه السلام)
خطب هذه الخطبة حین کان یخطب فقام له رجل وقال: یا أمیرَالمؤمنین صف لنا الدنیا. فقال(علیه السلام): ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء. فواصل خطبته لیصف الحیاة الدنیا ومشاکلها. ومن تأمل عبارات الخطبة یمکنه أن یقف على حقائق الدنیا والمعیشة فیها، بحیث یمکن القول لم یبق الإمام(علیه السلام) من شئ فی وصفه للدنیا بهذه العبارات العشر القصیرة.
«ما أَصِفُ مِنْ دار أَوَّلُها عَناءٌ( 1)، وآخِرُها فَناءٌ فِی حَلالِها حِسابٌ وفِی حَرامِها عِقابٌ. مَنِ اسْتَغْنَى فِیها فُتِنَ، ومَنِ افْتَقَرَ فِیها حَزِنَ ومَنْ ساعاها فاتَتْهُ، ومَنْ قَعَدَ عَنْها واتَتْهُ، ومَنْ أَبْصَرَ بِها بَصَّرَتْهُ، مَنْ أَبْصَرَ إِلَیْها أَعْمَتْهُ».
1. «عناء» بمعنى المشقة ومنها «العانی» یطلق على الأسیر لماى واجه من مشقة.