جرى الحدیث فی هذه الخطبة ـ کما فی الخطبة السابقة ـ عن تقلب أحوال الدنیا وضرورة الزهد فیها، داعیاً الناس إلى الاستعداد والتأهب للآخرة. ثم صور الدنیا بهذه الصورة «وما بین احدکم وبین الجّنة أو النار الا الموت أن ینزل به، وإن غایة تنقصها اللحظة وتهدمها الساعة، لجدیرة بقصرا لمدة، وأنّ غائباً یحدوه( 1) الجدیدان: اللیل والنهار، لحری بسرعة الأوبة». ثم یختتم(علیه السلام) خطبته بدعوة الناس إلى التوبة والإنابة إلى اللّه ویحذر من الغفلة عن الموت والاغترار بالأمل الذی یصد عن الآخرة، فاذا باغت الإنسان الموت وکان غارقا فی شهواته ومعاصیه صعب علیه مفارقة الدنیا.