«أَمْ هَذا الَّذِی أَنْشَأَهُ فِی ظُلُمَاتِ الاَْرْحَامِ، وشُغُفِ الاَْسْتَارِ، نُطْفَةً دِهَاقاً، وَعَلَقَةً مِحاقاً، وجَنِیناً وراضِعاً، ووَلِیداً ویافِعاً، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حافِظاً،لِساناً لافِظاً، وبَصَراً لاحِظاً، لِیَفْهَمَ مُعْتَبِراً، ویُقَصِّرَ مُزْدَجِراً، حَتَّى إِذا قامَ اعْتِدالُهُ، واسْتَوَى مِثالُهُ، نَفَرَ مُسْتَکْبِراً، وخَبَطَ سادِراً، ماتِحاً فِی غَرْبِ هَواهُ، کادِحاً سَعْیاً لِدُنْیاهُ، فِی لَذّاتِ طَرَبِهِ، وبَدَواتِ أَرَبِهِ، ثُمَّ لا یَحْتَسِبُ رَزِیَّةً، ولا یَخْشَعُ تَقِیَّةً; فَماتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیراً، وعاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیراً ]أسیر[ لَمْ یُفِدْ عِوَضاً ]غرض [وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَض».