طائفة من الفنون القتالیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الأولالفنون القتالیة فی الماضی والحاضر

أشار الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة إلى تسعة من أسالیب وفنون القتال العملیة فی ساحة المعرکة فقال(علیه السلام): «معاشر المسلمین استشعروا الخشیة، وتجلببوا السّکینة» إستشعروا من مادة شعار من الثیاب ما یکون دون الدثار وهو یلی الجلد، أی اجعلوا الخوف من اللّه تعالى شعارکم، وتجلببا من مادة جلباب الثوب المشتمل على البدن وعادة ما یطلق على الثوب الذی تستر به المرأة رأسها وعنقها وبعض صدرها وظهرها، وهو أطول من الخمار وأقصر من الرداء. فالأمر الأول الذی یؤکد الإمام(علیه السلام)وجوب اختلاطه بروح المقاتل وقلبه هو خوف اللّه وخشیته والشعور بالمسؤولیة تجاه أوامر اللّه فی طاعتها وإمتثالها، ولعل هذا أهم الدوافع التی ینبغی أن یتحلى به المقاتل المؤمن فیمنحه الثبات والصمود تجاه العدو. الأمر الثانی الذی أکده الإمام(علیه السلام) هو أن یتحلى المقاتل بالسکینة والحلم والوقار، وذلک لأنّ أدنى إضطراب فی میدان القتال أمام العدو إنّما یکشف عن الضعف والعجز، وهذا ما یجعل العدو فی مطمع من إقتحام المیدان واللجوء إلى الهجوم. والواقع أنّ الأفراد الأقویاء والشجعان یتصفون دائما بالتماسک وضبط النفس، بینما یعیش الضعفاء والجبناء حالة من الاضطراب والقلق على الدوام. وقد قال القرآن الکریم بشأن السکینة وأهمیتها: (هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِـینَةَ فِی قُلُوبِ المُـؤْمِنِـینَ لِـیَزْدادُوا إِیْماناً مَعَ إِیمانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السَّمـواتِ وَالأَرْضِ وَکانَ اللّهُ عَلِـیماً حَکِـیم)( 1)وهذه السکینة کانت هى العامل الذی وقف وراء إنتصار المسلمین فی کافة الغزوات التی خاضوها ضد معسکر الکفر والشرک، وهى التی شدت أزر النبی(صلى الله علیه وآله)أثناء تلک الشدائد کدخوله(صلى الله علیه وآله) إلى غار جبل ثور وکان العدو یقف على باب الغار بحثاً عنه. ثم قال(علیه السلام):«وعضّوا على النّواجذ، فإنّه أنبى(2) للسّیوف عن الهام(3)» قوله(علیه السلام)«عضوا على التواجذ» جمع ناجذ وهو أقصى الاضراس، وللإنسان أربعة نواجذ فی کل شق، ویسمى الناجذ ضرس الحلم، لأنّه ینبت بعد لبلوغ وکمال العقل، ویقال إنّ العاض على نواجذه ینبو السیف عن هامته نبواماً، وهذا ممّا یساعد التعلیل الطبیعی علیه، وذلک أنّه إذا عض على ناجذه تصلبت الأعصاب والعضلات المتصلة بدماغه، وزال عنها الاسترخاء، فکانت على مقاومة السیف أقدر، وکان تأثیر السیف فیها أقل وصرح بعض شرّاح البلاغة قائلاً: هذا کلام لیس على حقیقته، بل هو کنایة عن الأمر بتسکین القلب وترک اضطرابه واستیلاء الرعدة علیه. ثم قال(علیه السلام): «و أکملوا اللاَّمة»(4)، اللأمة بالهمزة الدرع، وإکمالها أن یزاد علیها البیضة والسواعد ونحوها، ویجوز أن یعبر باللأمة عن جمیع أداة الحرب، کالدرع والرمح والسیف، وأراد الإمام(علیه السلام)بهذه العبارة: أکمل السلاح الذی تحاربون العدو به. ثم قال(علیه السلام):«وقلقلو(5) السّیوف فی أغماده(6) قبل سلّه» فالعبارة تنطوی على أهمیة قصوى وان بدت صغیرة للوهلة الاولى، وذلک لئلا یدوم مکثها فی الا جفان فیصعب سلها وقت الحاجة إلیها، الأمر الذی قد یؤدی إلى بعض الأخطار التی لا یمکن معالجتها فی ساحة الحرب. ثم قال(علیه السلام):«و الحظوا الخزر، واطعنوا الشّزر» الخزر أن ینظر الإنسان بعینه، وکأنّه ینظر بمؤخرها وهى أمارة الغضب، کما تستعمل أحیاناً حین عدم الإکتراث، وقائدة مثل هذا الاُسلوب فی میدان القتال أولاً: إشعال وتأجیج نیران الغضب فی الباطن بحیث تشحذ کافة القوى الداخلیة وتتضاعف طاقة الإنسان وقدرته، والآخر أن النظر بکامل العین یدل على الخوف والوهن والعجز، الأمر الذی یجعل العدو أکثر جرأة وجسارة. وشزر على وزن نذر بمعنى الشتت وأکثر ما تستعمل لفظة الشزر فی الطعن عن الیمین والشمال، ولعل الإمام(علیه السلام)أراد سلب إحساس العدو بالأمن فیما إذا ترکزت ضربات المجاهدین على جانب واحد، کما یتأهبوا لتسدید الضربات الاجهاضیة. فالواقع إنّ مثل هذه العبارات تکشف مدى خبرة الإمام(علیه السلام)بفنون القتال وخطط الحرب. ثم إختتم وصایاه بالقول: «ونافحوا بالظّبا، وصلوا السّیوف بالخط» نافحوا من النفح على وزن الفتح بمعنى النفخ کنایة عن شدة الاقتراب من العدو، والظبا طرف السیف وحده، والمراد کافحوا وضاربوا. والمراد بقوله(علیه السلام): «صلوا السّیوف بالخط» أنّ الید قد لاتکفی أحیاناً لضرب العدو بالسیف ولابدّ من التقدم بضع خطوات والضرب بالسیف.


1. سورة الفتح / 4.
2. «أنبى» من مادة «نبو» على وزن نبض بمعنى ارتقاع شیء عن شیء آخر والابتعاد عنه، وبهذا الدلیل یستعمل هذا الاصطلاح عندما تعجز السیوف عن أداء دورها، حیث تبتعد السیوف عن تحقیق الهدف.
3. «الهام» جمع «الهامة» بمعنى مطلق الرأس وهو کائن ذاروح، واحیانا یستفاد من هذا الاصطلاح بشکل مطلق.
4. «لأمة» على وزن رحمة، وهى فی الأصل بمعنى الاجتماع والاتفاق، ومن هنا، فعندما یلتحم الجرح ویشفى، فیقال له «التیام» و«لأمة» تأتی بمعنى الدرع، ولعل تسمیتها بهذا الاسم جاء من قرب حلقاتها واجتماعها وارتباطها، وأحیانا یطلق هذا الاصطلاح على أی سلاح.
5. «قلقوا» السیوف من مادة «قلقلة» على وزن مرحمة بمعنى حرکوا السیوف.
6. «أغماد» جمع «غمد» على وزن رند بمعنى بیت السیف، ومن هنا تطلق على بعض النباتات التی تختفی أشواکها فی حواف أوراقها.  

 

القسم الأولالفنون القتالیة فی الماضی والحاضر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma