لقد تضمنت الخطبة أزکى الصلوات والتحیات على النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله); الأمر الذی ینبهنا إلى عظم هذه المسألة التی صرحت بها التعالیم الإسلامیة. فالواقع هو أن الروایات الإسلامیة أکدت الصلوات على النبی(صلى الله علیه وآله) ومدى الأجر والثواب الذی أشارت إلیه مصادر الفریقین إزاء هذا العمل بما یفوق التصور ویدعو إلى الدهشة والذهول، ومن هنا فقد إقتطفنا بعض الروایات الواردة بهذا الشأن والتی نلفت إلیها إهتمام القراء الأعزاء ثم نسلط الضوء على ما ورد فیها:

1 ـ فقد جاء فی الحدیث أنّ أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) قال: «ألصّلاة على النّبىّ وآله أمحق للخطایا من الماء إلى النّار والسّلام على النّبىّ أفضل من عتق رقاب».(1)

2 ـ وفى الخبر عن الإمام الصادق(علیه السلام) قال: «إذا ذکر النّبىّ فأکثروا الصّلاة علیه فإنّه من صلّى على النّبىّ صلاةً واحدةً صلّى اللّه علیه ألف صلاَة فی أَلف صَفٍّ منَ المَلائکَة ولم یبق شیءٌ ممّا خلقه اللّه إلاَّ صلَّى على ]ذلک[ العبد لصلاة اللّه علیه وصلاَة مَلائکَته فمن لم یرغب فی هذا فهو جاهلٌ مغرورٌ قد برئ اللّه منه ورسوله وأهل بیته».(2)

3 ـ عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال: «کلّ دعاء محجوبٌ حتّى یصلّى على النّبىّ».(3)

4 ـ وعن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أیضاً قال: «الصّلاَة عَلَىّ نورٌ عَلَى الصّرَاط».(4)

5 ـ وروی عن الإمام الباقر أو الصادق(علیهما السلام) انه قال: «ما فی المیزان شیءٌ أثقل من الصّلاة على محمّد وآل محمّد وإنّ الرّجل لتوضع أعماله فی المیزان فتمیل به فیخرج الصّلاة علیه فیضعها فی میزانه فترجّح».(5)

6 ـ کما روی عنه(صلى الله علیه وآله) قال: «إذا کان یوم الخمیس بعث اللّه ملائکةً معهم صحفٌ من فضّة و أقلامٌ من ذهب یکتبون یوم الخمیس ولیلة الجمعة أکثر النّاس علىَّ صلاةً».(6)

7 ـ وعنه(صلى الله علیه وآله) قال: «صلّوا علیّ فإنّ الصّلاة علىَّ زکاةٌ لکم».(7)

8 ـ عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّ رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال لعلی(علیه السلام): «ألاَ أبشّرک؟ قال: بلى بأبی أنت وأمّی فإنّک لم تزل مبشّراً بکلّ خیر. فقال: أخبرنی جبرئیل آنفاً بالعجب. فقال أمیرالمؤمنین: وما الّذی أخبرک یا رسول اللّه؟ قال: أخبرنی أنّ الرّجل من أمّتی إذا صلّى علىَّ فأتبع بالصّلاة على أهل بیتی فتحت لَه أبواب السماء وصلّت علیه الملائکة سبعین صلاةً وأنّه إن کان من المذنبین تحاتّ عنه الذّنوب کما تحاتّ الورق من الشّجر».(8)

9 ـ وروی عنه(صلى الله علیه وآله) قال: «أکثروا الصّلاة علىّ فإنّ اللّه وکّل بی ملکاً عند قبری فإذا صلّى علىّ رجلٌ من أمّتی قال ذلک الملک یا محمّد: إنّ فلان بن فلان صلّى علیک السّاعة».(9)

10 ـ وروى الإمام الباقر(علیه السلام) أنّ رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال: «من صلّى علىَّ إیماناً واحتساباً إستأنف العمل».(10)

11 ـ ولم یقتصر وجوب الصلاة على النبی(صلى الله علیه وآله) عند ذکر إسمه فحسب، بل تأکد ذلک حتى حین الکتابة، فقد روی عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من صلّى علىَّ فی کتاب لم تزل الملائکة تستغفر له مادام اسمی فی ذلک الکتاب».(11)

12 ـ روت عائشة عن النبی(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من سرّه أن یلقى اللّه غداً راضیاً فلیکثر الصّلاة، علىَّ».(12)

وزبدة الکلام قد تظافرت الروایات بهذا الشأن والتی تفید مدى أهمیة الصلوات والسلام على النبی وآله، بحیث تضمنت مثل هذا الأجر والثواب لهذا العمل، وما أوردناه فی السابق هو غیض من فیض تلک الروایات.

1. ثواب الأعمال للشیخ الصدوق / 185.
2. بحارالأنوار 17/30.
3. کنزالعمال 1/490، ح 2153.
4. کنزالعمال 1/490، ح 2149.
5. وسائل الشیعة 4/1210 الباب 34 من ابواب الذکر.
6. کنزالعمال 1/ ح 2177.
7. کنزالعمال 1/494، ح 2182.
8. شرح نهج البلاغة للعلاّمة الخوئی 5/214 ـ 215.
9. کنزالعمال 1/494، ح 2181.
10. وسائل الشیعة 4/1213 (الباب 34 من أبواب الذکر).
11. کنزالعمال 1/507، ح 2243.
12. کنزالعمال 1/504، ح 2229.