قال الکراجکی صاحب کنز الفوائد وهو من معاصری السید الرضی (ره) عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنه قال: «تلکم أمیرالمؤمنین صلوات اللّه علیه باربع وعشرین کلمة قیمة کل کلمة منها وزن السموات والأرض». ثم روى هذه الخطبة( 1).
تشتمل هذه الخطبة حسب ما ورد فی نهج البلاغة على عشرین صفة من صفات المؤمنین المخلصین، والجملات الأربع التی وردت فی نقل المرحوم الکراجکی فی هذه الخطبة هى «حذر أمل» «ورتب عمل» «یظهر دون ما یکتم» «ویکتفی بأقل ممّا یعلم»(2) وبالطبع هناک بعض الاختلاف الطفیف فی عبارات الخطبة. على کل حال فانّ هذه الخطبة ورغم قصرها إلاّ انها عمیقة المعانی ورصینة المضمون، والإمام(علیه السلام)یسأل اللّه الرحمة للمؤمن الذی یتحلى بهذه الصفات العشرین، لیحث الناس ویرغبهم فی هذه الصفات، وزبدة الکلام فانّ هذه الخطبة خلاصة للفضائل الأخلاقیة ومجمعة کاملة للسیر والسلوک إلى اللّه.
«رَحِمَ اللّهُ امْرَأً ]عبد[ سَمِعَ حُکْماً فَوَعَى، ودُعِیَ إِلَى رَشَاد فَدَنَا، وأَخَذَ بِحُجْزَةِ هاد فَنَجا. راقَبَ رَبَّهُ، وخافَ ذَنْبَهُ، قَدَّمَ خالِصاً، وعَمِلَ صالِحاً. اکْتَسَبَ مَذْخُوراً، واجْتَنَبَ مَحْذُوراً، ورَمَى غَرَضاً، وأَحْرَزَ عِوَضاً. کابَرَ هَواهُ، وکَذَّبَ مُناهُ. جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِیَّةَ نَجاتِهِ، والتَّقْوَى عُدَّةَ وَفاتِهِ. رَکِبَ الطَّرِیقَةَ الْغَرّاءَ، ولَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْبَیْضاءَ. اغْتَنَمَ الْمَهَلَ، وبادَرَ الاَْجَلَ،تَزَوَّدَ مِنَ الْعَمَلِ».