یرى أتباع مدرسة أهل البیت(علیهم السلام) أنّ باب الاجتهاد واستنباط الأحکام الشرعیة من أدلتها المعروفة (الکتاب والسنة والإجماع والعقل) مفتوح على الدوام; الأمر الذی رقى بالفقه الإسلامی وأخذ بیده نحو الکمال. بینما نعلم أنّ فریقاً من المسلمین قد ذهب إلى غلق باب الاجتهاد، لیحصره ویجعله حکراً على الأئمة الأربع! رغم عدم قلّة الأفراد الذین کانوا یفوقونهم علماً فی الأمة الإسلامیة، فالواقع لیس هنالک من دلیل یدعو إلى حصر الاجتهاد فی ذلک العدد المذکور. فی حین تحدث الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة عن خصائص المسلم المخلص العالم وفی مقدمتها إجتهاده فی أحکام الدین فقال: «قد نصب نفسه للّه ـ سبحانه ـ فی أرفع الأمور ، من إصدار کلّ وارد علیه، وتصییر کلّ فرع إلى أصله، مصباح ظلمات، کشّاف عشوات مقفتاح مبهمات، دفّاع معضلات» کما أشار ضمنیاً فی عدة مواضع من هذه الخطبة إلى الشرائط التی ینبغی توفرها فی الفقیه المجتهد، والتی تدل على أن الفقیه لایتصدى لهذه المسؤولیة الخطیرة مالم تکن له رابطة خالصة بالحق سبحانه وتعالى. وهذا وقد تناولنا فی شرحنا للخطبة الثامنة عشرة فی المجلد الأول أهمیة الاجتهاد وفتح بابه أمام العلماء، إلى جانب الحدیث عن الاضرار الفادحة التی أفرزتها فکرة الاعتقاد بغلق باب الاجتهاد من قبل فقهاء العامة.