إغتنام الفرصة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الرابع طرق نفوذ الشیطان

ما إن فرغ الإمام(علیه السلام) من الانذار والتحذیر واتمام الحجة على الناس حتى خلص إلى هذه النتیجة المهمة «فاستدرکوا بقیّة أیّامکم، واصبروا لها أنفسکم» ثم استدل(علیه السلام) على ذلک بالقول «فإنّها قلیلٌ فی کثیر الاْیّام الّتی تکون منکم فیها الغفلة،التّشاغل عن الموعظة» وحقاً أنّ الأمر کذلک فلو انتبه الإنسان إلى ساعات عمره وأیامه ولیالیه لرأها قصیرة، وعلیه فلابد من الیقظة فی ما بقی من عمره والاستناد إلى سلاح الصبر والاستقامة، وذلک لأنّ الحیطة والحذر من الغفلة تستلزم الصبر، إلى جانب کون الطاعة واجتناب المعصیة هى الاُخرى بحاجة إلى الصبر، فقد صرحت بعض الروایات الإسلامیة بأنّ نسبة الصبر إلى الإیمان کنسبة الرأس إلى الجسد.( 1)

والعبارة «تکون منکم فیها الغفلة» بالفعل المضارع إشارة إلى أنّ هذه الغفلة لم تصدر منکم فی الماضی، فهى کذلک فی الحاضر، فجدوا واجتهدوا فی المستقبل لتدراک ما فرط منکم فی السابق. ثم تطرق(علیه السلام) إلى نقطتین مهمتین تمثلان فی الواقع سبیلین خطرین من سبل نفوذ الشیطان; الأول: «و لا ترخّصوا لأنفسکم، فتذهب بکم الرّخص مذاهب الظّلمة» فالتجارب تفید أنّ أولئک الذین جاوزوا الحد فی المباحات والرخص قد هوى آخر الأمر فی مستنقع المحرمات. فقد شبهت بعض الروایات والأخبار المحارم بالغرق والمنطقة المحظورة ذات الحدود المعینة ثم شبهت النفس البشریة بالشاة التی ترعى عند تلک الحدود، حتى یلوح لها العلف فتندفع نحوه. فالإنسان قد یندفع بأقصى ما لدیه لممارسة المباحات حتى تخدعه نفسه فاذا هو یقارف الخطیئة والمعصیة. فقد قال الإمام علی(علیه السلام): «والمعاصی حمى اللّه، فمن یرتع حولها یوشک أن یدخله»(2). وقد وردت التعبیرات القرآنیة الرائعة التی تحذر من الاقتراب من تلک الحمى کقوله: (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِـیمِ)(3) و(وَلا تَقْرَبُوا الزِّن)(4) ووَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ماظَهَرَ مِنْها وَمابَطَنَ)(5).

فأفضل سبیل لمجانبة الذنب تکمن فی عدم الاقتراب منه، فلایوغل فی المباح خشیة من السقوط بما بعده. والسبیل الثانی: «و لا تداهنو(6) فیهجم بکم الإدهان على المعصیة». المراد بالمداهنة هنا مماشاة الإنسان ومرونته لأحل الذنوب والمعاصی واظهار حالة من النفاق، فانّ من شأن هذا النفاق أنّ یقود الإنسان إلى مقارفة الذنب. وأحد المصادیق التی یمکن الإشارة إلیها هنا ما تعارف بالحیل الشرعیة واللجوء إلى بعض الأسالیب التی تعدّ من الحلول الکاذبة لبعض المشاکل، حیث تنتهی بالإنسان فی خاتمة المطاف إلى الوقوع فی المعصیة علانیة، وهذا بدوره یعد من سبل الشیطان لجر الإنسان إلى الذنب والخطیئة. وأحیاناً یخدع الإنسان نفسه لیقارب الذنب، کما یخدع أحیاناً من قبل الآخرین للإتیان بالمعصیة، وکلا الأمرین من مصادیق المداهنة. ومن هنا حذر الإمام(علیه السلام) من هذین السبیلین بغیة غلق الابواب بوجه الشیطان وعدم الوقوع فی حبائله.


1. قال علی(علیه السلام): «وعلیکم بالصبر فان الصبر من الإیمان کالرأس من الجسد». نهج البلاغة، الکلمات القصار 82 .
2. وسائل الشیعة 18/118 ح 22 الباب 12 من أبواب صفات القاضی.
3. سورة الانعام / 152.
4. سورة الاسراء / 32.
5. سورة الانعام / 151.
6. «تداهنوا» من مادة «مداهنة» وقد اشتقت من مادة «دهن» التی تعنى المرونة المذمومة والنفاق والمماشاة، کما تعنی إظهار خلاف ما فی الطویة.  

 

القسم الرابع طرق نفوذ الشیطان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma