الصفات والذمیمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم السادس المواعظ البالغة

یختتم الإمام(علیه السلام) خطبته بالتحذیر من ست رذائل (الریاء، مجالسة أهل الهوى، الکذب، الحسد، التباغض وطول الأمل)، إلى جانب الإشارة لما تختزنه کل رذیلة من أضرار، فقال(علیه السلام): «و اعلموا أنّ یسیر الرّیاء شرکٌ» لأنّ المرائی یقوم بالعمل رضا للعباد وتظاهراً بالاحسان من أجل لفت إنتباه الآخرین، لیطلب العزة من أقرانه الضعفاء العجزة بدلاً من طلبها من منبعها: (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ)( 1) وهذا شرک یتناقض وتوحید الأفعال. وقد تظافرت الروایات والأخبار التی صرحت بأنّ المرائی ینادى یوم القیامة: «یا کافر! یا فاجر! یا غادر! یا خاسر! حبط عملک وبطل أجرک، فلا خالص لک الیوم، فالتمس أجرک ممن کنت تعمل له»(2)أضف إلى ذلک فانّ المرائی ولتناقض ظاهره وباطنه فهو فی زمرة المنافقین، ولهذا فانّ النفاق یحیل أعماله إلى قشور لالب فیها. فقد ورد فی الحدیث عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) إنّه قال: «سیأتی على الناس زمان تخبث فیه سرائرهم، وتحسن فیه علانیتهم، طمعاً فی الدنیا، لایریدون بها ما عند ربّهم، یکون دینهم ریاءاً; «یخالطهم خوف، یعمهم اللّه بعقاب، فیدعونه دعا الغریق، فلایستجیب لهم»(3) وبالطبع فان أفضح الناس إذا وضعت موازین القیامة هم أهل الریاء. ثم أورد الرذیلة الثانیة: «ومجالسة أهل الهوى منساةٌ(4) للإیمان، ومحضرةٌ(5)للشّیطان» لأنّ الهوى لایعرف الحدود والقیود فیملأ کیان الإنسان ویستهلک فکره فلا یدع من مجال للإیمان، ومن الطبیعی أن یکون مثل هذا المجلس محضرا الشیاطین. ومخالطة الآخرین على درجة من الأهمیة بحیث ورد عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «المرء على دین خلیله وقرینه»(6). وجاء فی المثل المعروف: «قل لی من تعاشر، أقل لک من أنت»(7). ثم حذر(علیه السلام) من رذیلة الکذب: «جانبوا الکذب فإنّه مجانبٌ للاْیمان» فالمفردة جانبوا تفید أنّ الکذب على درجة من الخطورة بحیث یجب على الإنسان أن یبتعد عنه ولایقترب، حذراً من أن تتفاذفه الوساوس فتلقیه فی الهاویة. والعبارة: «مجانبٌ للإیمان» لاتفید أنّ الکذب لاینسجم والإیمان فحسب، بل هو شدید البعد عنه، لأن الکاذب إنما یکذب عادة لجلب منفعة أو دفع ضرر أو بدافع من هوى النفس، والحال یعلم المؤمن أنّ کل هذه الاُمور بیداللّه، کا یؤمن بانّ الهوى نوع من الوثنیة. وشاهد ذلک الجملة اللاحقة التی بینها الإمام(علیه السلام) تأکیدا للعبارة السابقة فقال: «الصّادق على شف(8) منجاة وکرامة، والکاذب على شرف مهواة(9) ومهانة». ثم قال محذراً من الرذیلة الرابعة: «ولاتحاسدوا، فإنّ الحسد یأکل الإیمان کما تأکل النّار الحطب»; لأنّ الحسود فی الواقع یعترض على نظام الخلیقة واغداق اللّه لنعمه على العباد; الأمر الذی لاینجسم والإیمان، أضف إلى ذلک فلیس للحسود أن یرى سعادته فی سلب نعم الآخرین، ولو کان مؤمناً باللّه لسأل اللّه مثل هذه النعم. ثم حذر(علیه السلام) من البعض والعداء «و لا تباغض وا فإنّها الحالقة». الحالقة من مادة حلق (وبالنظر إلى حذف متعلقها) تفید أن الخصومة والتباغض إنّما تجتث أصول الخیر والسعادة من جذورها; ولا غرو لأنّ جذور الخیر تتمثل بالتعاون والتعاضد بین أفراد المجتمع مع بعضهم البعض الآخر. وأخیراً من الرذیلة السادسة المتمثلة بطول الأمل فقال(علیه السلام): «و اعلموا أنّ الأمل یسهی العقل،ینسی الذّکر، فأکذبوا الأمل فإنّه غرورٌ، وصاحبه مغرورٌ» فالواقع هو أنّ طول الأمل یغرق الإنسان فی عالم من الوهم والخیال ویجعله یدور حول محور الاُمور المادیة، وهذا من أعظم العقبات التی تعترض سبیل السعادة، وقد دلت التجارب على أنّ أغلب الأفراد الذین یرتکبون أبشع الجرائم إنما هم ممن ابتلوا بهذه الرذیلة ـ طول الأمل ـ التی عدها رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)وأمیرَالمؤمنین(علیه السلام) فی مصاف عبادة الهوى ومن أخطر عقبات السعادة.


1. سورة آل عمران / 26.
2. وسائل الشیعة، ج 1، الباب 11 من ابواب مقدمات العبادة، ح 16.
3. وسائل الشیعة، 1/11، ح 4.
4. «منساة» من مادة «نسأ» على وزن نصب بمعنى الترک والتأخیر.
5. «محضرة» اسم مکان من مادة «حضور» الموضع الذی یحضره الإنسان أو الشئ .
6. شرح نهج البلاغة للخوئی 6/136.
7. فی ظلال نهج البلاغة 1/427.
8. «شفا» بمعنى حافة الشئ، وتطلق فی الأصل على حافة البئر أو الخندق، ولعل ذلک هو السبب فی تسمیة الشفة.
9. «مهواة» من مادة «هوى» لمیل اِلى الشیئ، ومهواة اسم مکان المسافة بین جبلین التی شوق الانسان اَحیاناً اِلى السقوط.  

 

القسم السادس المواعظ البالغة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma