خطأ المنجمین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الأول القسم الثانی

ذکرنا سابقاً أنّ الإمام(علیه السلام) ردّ بهذا الکلام على من قال له حین عزم على المسیر إلى الخوارج: خشیت أن لاتظفر بمرادک من طریق على النجوم إذا خرجت فی هذه الساعة. فرفض الإمام(علیه السلام) ذلک رفضاً قاطعاً، ثم تطرق إلى العواقب الفکریة الوخیمة التی تترتب على مثل هذا التفکیر والاعتقاد بالتأثیر الذی تلعبه النجوم على مصیر الإنسان، فیحذر ذلک المنجم إلى جانب الناس من مغبة هذا الأمر. فقد إستهل کلامه(علیه السلام) بالقول: «أتزعم أنّک تهدی إلى السّاعة الّتی من سار فیها صرف عنه السّوء؟ وتخوّف من السّاعة الّتی من سار فیها حاق( 1) به الضّرّ؟» من الواضح أنّ هذا الاستفهام إستنکاری; أی لن یحصل قط مثل هذه المعارف عن طریق علم النجوم. ثم أشار الإمام(علیه السلام) إلى نتیجتین تترتبان على هذا الاعتقاد السیئ «فمن صدّقک بهذا فقد کذّب القرآن، واستغنى عن الاستعانة بالله فی نیل المحبوب و دفع المکروه» ولا یقتصر الأمر على ذلک بل «و تبتغی فی قولک للعامل بأمرک أن یولیک الحمد دون ربّه، لاِنّک ـ بزعمک ـ أنت هدیته إلى السّاعة الّتی نال فیها النّفع، وأمن الضّرّ!!» هاتان النتیجتان الخطیرتان المترتبتان على زعم المنجم امّا فغرزهما طبیعة الفارق الکامن ـ حسب إعتقاد المنجمین الماضین ـ بین أحوال النجوم وأحکامها. وتوضیح ذلک أنّ علم النجوم کان سائداً بین أفراد البشر منذ قدیم الزمان، ولعل أولئک الأفراد الذین عاشوا قبل التأریخ قد کان لهم علم ومعرفة بالنجوم، إلاّ أنّ علم النجوم قد تطور تطوراً ملحوظاً کسائر العلوم الاُخرى بعد إکتشاف الکتابة، فحصلت الاکتشافات وتمّ التعرف على الأنظمة الخاصة التی تحکم الکواکب السیارة والمنظومة الشمسیة والمجرات والثوابت حتى ظهر التقویم الذی یستند إلى حرکة النجوم والقمر والشمس. أمّا إقتران بعض حرکات النجوم ببعض الحوادث جعل طائفة من المنجمین تعتقد بالتدریج بأنّ هنالک تأثیر لحرکة النجوم فی مصیر الإنسان، ثم إتسع نطاق هذا الاعتقاد حتى قیل بأنّ لکل إنسان کوکب فی السماء وأنّ مصیره یعتمد إلى حد بعید على حرکات هذا الکوکب، حتى ظهر علم جدید یصطلح علیه باحکام النجوم إلى جانب أحوال النجوم. وأحوال النجوم قائمة على أساس المشاهدات والمحاسبات المتعلقة بحرکة الکواکب وشروقها واُفولها; أمّا أحکام النجوم فیراد بها العقائد التی تنسب حوادث الأرض ومصیر من یعیش علیها إلى النجوم. ولم تمض مدة وانطلاقا من هذا الاعتقاد إلى عبادة النجوم والاستعانة بها من أجل حل المشاکل، وقد ظلت مثل هذه الافکار والعقائد سائدة فی أذهان البعض حتى إبان ظهور الدعوة الإسلامیة وشروق شمس التوحید التی أضاءت ظلمات الشرک، فکان بعض المنجمین یخبرون عن بعض الأحداث الآتیة من خلال إستعانتهم بحرکات النجوم، ونموذج ذلک ما قاله هذا المنجم لأمیرالمؤمنین(علیه السلام)استناداً لحرکة النجوم فی أنّه لایظفر بمراده إذا تحرک فی تلک الساعة لقتال الخوارج فی النهروان، ففند الإمام(علیه السلام)ما قاله المنجم ثم خالفه عملیاً بأن سار فی تلک الساعة إلى قتال الخوارج فهزمهم هزیمة منکرة وانتصر علیهم ذلک النصر الحاسم. نکتفی بهذا المقدار على أن نعرض له بتفصیل أکثر آخر الخطبة فی بحث التأملات.


1. «حاق» من مادة «حیق» على وزن حیف بمعنى احاط ونزل وعَمَّ، ویستفاد من هذا الاصطلاح فی الاشارة إلى تأثیر ضربات السیف ونزول العذاب وذلک بسبب وجود نوع من الاحاطة والعمومیة فی نزول العذاب.
و«حاق» فی الاصل من مادة «حق» بمعنى التحقق وقد أشتقت من کلمة «حق» حیث بُدلت القاف الاولى بواو وبعد ذلک بُدلت بألف. 

 

القسم الأول القسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma