الخطبة کما یفهم من عنوانها تحذیر للجمیع من فتنة الدنیا، حیث یشیر الإمام(علیه السلام)فیها إلى موضوعین مهمین: الأول أنّ الدنیا قد تکون مصدر شقاء الإنسان أو سعادته; الأمر الذی یتوقف على طبیعة النظرة إلى الدنیا والتعامل معهما. فالدنیا مذمومة وهى مصدر بؤس وشقاء إن کانت هدفا وإنشدت الأنظار إلى زخارفها وأموالها وثرواتها، فی حین ممدوحة هى الدنیا ومصدر سعادة الإنسان وفلاحه إذا کانت وسیلة ومزرعة الآخرة وأداة للوصول إلى القیم والمثل الإنسانیة. الموضوع الاخر الذی أشار إلیه الإمام(علیه السلام) هو فناء الدنیا وتقلب أحوالها، وتشبیهها بفىء الظل الذی یلجأ إلیه الإنسان للراحة وسرعان ما یزول.
«أَلا إِنَّ الدُّنْیا دارٌ لا یُسْلَمُ مِنْها، إِلاَّ فِیها وَلا یُنْجَى بِشَیْء کانَ لَها: ابْتُلِیَ النّاسُ بِها فِتْنَةً، فَما أَخَذُوهُ مِنْها لَها أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا، عَلَیْهِ وَما أَخَذُوهُ مِنْها لِغَیْرِها قَدِمُوا عَلَیْهِ وَأَقامُوا فِیهِ; فَإِنَّهَا عِنْدَ ذَوِی الْعُقُولِ کَفَیْءِ الظِّلِّ، بَیْنا تَراهُ سابِغاً حَتَّى قَلَصَ، وَزائِداً حَتَّى نَقَصَ».