الصبر حالة نفسانیة یعتمده الإنسان لمواجهة ما یعترض مسیرته من صعاب ومشاکل، وتارة یکون هذا الصبر صبر الطاعة إذا تضمن الوقوف بوجه الصعاب من أجل إمتثال الأوامر الشرعیة، وتارة اُخرى یکون الصبر على المعصیة إذا تضمن کبح جماح النفس والحد من طغیانها وکسر شهوتها، وأخیراً هناک الصبر على النوائب إثر مجابهة المصائب والویلات والأمراض ومطبات الحیاة وعقباتها الکؤود. والواقع أنّ هذه الصفة تأخذ بید الإنسان إلى التقوى حتى ورد عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: «فان الصبر من الإیمان کالرأس من الجسد»( 1)وجاء فی الحدیث عن النبی(صلى الله علیه وآله) أنه قال «سیأتی على النّاس زمانٌ لاینال الملک فیه إلاَّ بالقتل و التجبّر ولا الغنى إلاّ بالغصب والبخل، ولا المحبّة إلاَّ باستخراج الدّین واتّباع الهوى; فمن أدرک ذلک الزّمان وصبر على الفقر وهو یقدر على الغنى، وصبر على البغضة وهو یقدر على المحبّة، وصبر على الذّلّ وهو یقدر على العزّ، آتاه اللّه ثواب خمسین صدّیقاً ممّن صدّق بی»(2). وأخیرا فقد أکد الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة على إغتنام الفرصة والتأهب للأجل، وذلک لأنّ الفرص تمرّ مر السحاب، وهناک عدة أخطار تتهدد أعمال الخیر، حیث روی عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «إذا هممت بخیر فبادر فإنّه ما تدری ما یحدث»(3)وقال(علیه السلام)أیض: «إذا همّ أحدکم بخیر أو صلة فإنّ عن یمینه وشماله شیطانین فلیبادر لایکفّاه عن ذلک».(4)

1. کلمات القصار / 82 .
2. اُصول الکافی 2/91.
3. اُصول الکافی 2/142.
4. اُصول الکافی 2/143.