أم محمد بن أبی بکر أسماء بنت عمیس، کانت تحت جعفر بن أبی طالب، وهاجرت معه إلى الحبشة، فولدت له هناک عبداللّه بن جعفر الجواد، ثم قتل عنها یوم مؤتة، فخلف علیها أبوبکر الصدیق، فأولدها محمدا، ثم مات عنها، فخلف علیها علی بن أبی طالب، وکان محمد ربیبه وخریجه، وجاریا عنده مجرى أولاده، رضع الولاء والتشیع منذ الصبا، فنشأ علیه، فلم یکن یعرف له أبا غیر علی، ولا یعتقد لأحد فضیلة غیره، حتى قال(علیه السلام): محمد إبنی من صلب أبی بکر. ومن الاُمور المهمة فی حیاة محمد بن أبی بکر أنّه کتب إلى الإمام(علیه السلام)حین ولاه مصر أنّه لاعلم لی بالسنة، فکتب إلیه کتاباً، کان ینظر فیه ویتأدب بأدبه، فلما ظهر علیه عمرو بن العاص وقتله، أخذ کتبه أجمع، فبعث بها إلى معاویة، فکان معاویة ینظر فی هذا الکتاب ویتعجب منه، فقال الولید بن عقبة وهو عند معاویة وقد رأى إعجابه به: مر بهذه الأحادیث أن تحرق، فقال معاویة: مه، لا رأی لک! فقال الولید: أفمن الرأی أن یعلم الناس أن أحادیث أبی تراب عندک تتعلم منها! قال معاویة: ویحک! أتأمرنی أن أحرق علماً مثل هذا! واللّه ما سمعت بعلم هو أجمع منه ولا أحکم. فقال الولید: إن کنت تعجب من علمه وقضائه فعلام تقاتله؟ فقال: لو لا أن أبا تراب قتل عثمان ثم أفتانا لأخذنا عنه. ثم سکت هنیهة، ثم نظر إلى جلسائه فقال: إنا لانقول إنّ هذه من کتب علی بن أبی طالب، ولکن نقول: هذه من کتب أبی بکر کانت عند إبنه محمد، فنحن ننظر فیها، ونأخذ منها.( 1)