تتحدث الخطبة عن ثلاثة أمور مرتبطة مع بعضها; الأول تصویر جامع ورائع عن أوضاع العرب فی الجاهلیة تزامنا مع بعثة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یفید أنهم کانوا فی أسوأ حالة من الناحیة المادیة والمعنویة; الحالة التی لایمکن معها وصفهم بالحیاة، بل تشیر الخطبة إلى الاوضاع الوخیمة والظلام الدامس الذی کان سائداً حتى خارج الجزیرة العربیة. ثم حذر صحبه ومن عاصره من الظن بانقطاع عصر الجاهلیة، بل علیهم الاعتبار بحیاتهم والحیطة والحذر من العودة إلى الجاهلیة. أخیراً صرح بهذه الحقیقة وهى مقارعة الجاهلیة وأفکارها المنحرفة، وبینت لکم ما بینه رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) فی زمانه، حتى أتممت الحجة علیکم. ثم حذرهم(علیه السلام) من الغرور والغفلة والتحلی بالیقظة تجاه الأحداث والمخاطر التی تنتظرهم.