الحشر مع النبی(صلى الله علیه وآله)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الثالث معطیات الصلاة على النبی(صلى الله علیه وآله)

یتضرع الإمام(علیه السلام) بدعاء جامع بحق النبی(صلى الله علیه وآله)، لیعلمنا فی الواقع کیفیة الدعاء للنبی(صلى الله علیه وآله)، فقد سأل اللّه للنبی(صلى الله علیه وآله) ستة أشیاء: «اللّهمّ افسح(1) له مفسحاً فی ظلّک» فالظل هنا قد یراد به المعنى الکنائی، کما یمکن أن یراد به ظل لطف اللّه وکرمه وجوده، أو أن یقصد به المعنى الحقیقی لیعنی ظلال الجنان فی المحشر، فقد ورد فی الحدیث: «أنّ فی الجنّة شجرة یسیر الراکب فی ظلها مائة سنة لا یقطعه»(2). ثم قال(علیه السلام):«واجزه مضاعفات الخیر من فضلک» ومن الواضح أنّ الثواب الإلهی هو الضعف على الدوام، ولاغرو فذلک نابع من فضله وجوده وکرمه التی لاترى مکافئة الأعمال بمثلها دون زیادة، مع ذلک فقد سأل اللّه المزید لنبیه(صلى الله علیه وآله). ثم قال(علیه السلام): «اللّهمّ وأعل على بناء البانین بناءه، وأکرم لدیک منزلته» والمراد بالبناء هنا إمّا دین النبی(صلى الله علیه وآله)الذی سأل اللّه إظهاره وعلوه على سائر الأدیان، وإمّا مقامه(صلى الله علیه وآله)وعلوه على من سواه. وتضرع(علیه السلام)قائل: «و أتمم له نوره، واجزه من ابتعاثک له مقبول الشّهادة، ومرضی المقالة، ذا منطق عدل، وخطبة فصل» والجدیر بالذکر فی هذا الدعاء أنّه عدّ شفاعة النبی(صلى الله علیه وآله)للاُمّة جزاء تبلیغه الرسالة; الأمر الذی تعود برکته على الاُمّة وهذا ما یمثل قمة لطفه وکرمه(علیه السلام). کما أشارت العبارة إلى أنّ شهادته وشفاعته(صلى الله علیه وآله) لیست إعتباطیة فمنطقه العدل وحدیثه الفرقان بین الحق والباطل، فاذا شفع لشخص أو جماعة فقد توسم فیهم الشفاعة، وهذا ما أوردناه فی بحث الشفاعة، فی أنّها خاضعة لقانون ولیست عبثیة، بل للشفاعة مقدماتها التی تکمن فی الأهلیة والاستحقاق، وبعبارة اُخرى لابدّ أن تکون هنالک رابطة معنویة قائمة بین الشفیع والمشفع فیه، وإلاّ فمن قطع هذه الرابطة فهو لایستحق الشفاعة، ولعل هذه الشفاعة هى المقام الذی أشارت إلیه الآیة القرآنیة: (وَمِنَ اللَّـیْلِ فَتَهَـجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسى أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُود).(3)

ثم یختتم الإمام(علیه السلام) خطبته بالدعاء له وصحبه: «اللّهمّ اجمع بیننا وبینه فی برد العیش قرار النّعمة، ومنى الشّهوات، وأهواء اللّذّات، ورخاء الدّعة،(4) ومنتهى الطّمأنینة، وتحف الکرامة» ویبدو أن هذه هى خصائص الجنّة من قبیل السکینة والکرامة الإلهیة والنعم الطیبة والمعنویة والمادیة إلى جانب البقاء والخلود.


1. «افسح» من مادة «فسح» على وزن فسخ بمعنى المکان الواسع. ومن هنا فان هذه المادة تأتی بمعنى التوسعة.
2. مجمع البیان، 10 ـ 9/218 ذیل الآیة 30 من سورة الواقعة.
3. سورة الاسراء / 79.
4. «دعة» من مادة «وداع» بمعنى الانفصال والترک وتخلیة السبیل، ومن هنا یطلق هذا الاصطلاح على کل شیء یترکه الانسان، ویبقى بدون حرکة وبحالة من الهدوء. وهذا الاصطلاح یأتی أحیانا بمعنى الهدوء، وقد جاء فی الخطبة اعلاه بهذا المعنى. 

 

القسم الثالث معطیات الصلاة على النبی(صلى الله علیه وآله)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma