درجات الجنّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
القسم الثالث الخطبة 86

اختتم الإمام(علیه السلام) خطبته بالحدیث عن نعم الجنّة وألطاف البارئ سبحانه باهلها لیخلط الانذار بالبشارة جریا على طریقة القرآن فی خلق الشعور بالخوف والرجاء لدى العباد لتدفعهم بالتالی نحو السمو والتکامل والسیر إلى اللّه، فقال: «درجاتٌ متفاضلاتٌ، ومنازل متفاوتاتٌ» فالعبارة تفید أن الإنسان لاینبغی أن یقتنع بما علیه من الکمال مهما کانت المرحلة التی بلغها، وعلیه أنّ یواصل مسیرته ویجد فی العلم والعمل ویسعى لتهذیب نفسه. ومن الواضح أنّ نصیب الإنسان من النعم المادیة والمعنویة الاُخرویة إنّما یتوقف على مدى إیمانه وعمله ومعرفته وما تحلى به من أخلاق. وقد أشار القرآن کرارا إلى درجات الجنّة کقوله: (وَلِکَلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُو)( 1) وقال: (نَرْفَعُ دَرَجات مَنْ نَشاءُ)(2)، ثم تعرض لشرح هذه الدرجات: (وَالسّـابِقُونَ السّـابِقُونَ * أُولـئِکَ المُقَـرَّبُونَ * فِـی جَـنّاتِ النَّعِـیمِ)(3) وقال: (وَأَصْـحابُ الَیمِـینِ ما أَصْـحابُ الَیمِـینِ)(4) ثم اختتمت سورة الواقعة بالحدیث عن هاتین الطائفتین التی تفوق إحداهما الاخرى فقال: (فَأَمّا إِنْ کانَ مِـنَ المُقَـرَّبِـینَ * فَـرَوْحٌ وَرَیْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِـیم * وَأَمّا إِنْ کانَ مِـنْ أَصْـحابِ الَیمِـینِ * فَسَلامٌ لَکَ مِنْ أَصْحابِ الَیمِـینِ)(5). کما صرح القرآن بأنّ مثوى المؤمنین الصالحین «جنّات عدن» وطائفة «جنّات المأوى» واُخرى «جنّات الفردوس» وأخرى «جنّات النعیم» فی إشارة إلى مقامات الجنّة ودرجاتها.(6) وجاء فی الخبر أنّ رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال: «الجنّة مئة درجة ما بین کل درجتین کما بین السماء والأرض; الفردوس أعلاها درجة، منها تفجر أنهار الجنّة الأربعة، فاذا سألتموا اللّه، فاسألوه الفردوس»(7) وورد أیضاً «إنّ أهل الجنّة لیرون أهل علیین کما یرى النجم فی أفق السماء»(8) ومن الطبیعی أن تتفاوت مقامات المؤمنین فی الجنّة على ضوء إیمانهم عملهم، ولعل العدد مئة الوارد فی الحدیث إشارة إلى الکثرة وأنّ تفاوت المقامات أکثر بکثیر من هذا العدد، کما یمکن أن تکون الدرجات الأصلیة للجنّة مئة درجة، وتقسم کل واحدة منها إلى عدّة درجات، ومن هنا ورد فی القرآن: (وَمَنْ یَأْتِهِ مُـؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولـئِکَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى)(9). وورد فی حدیث الإمام زین العابدین(علیه السلام) أنّ درجات الجنّة بعدد آیات القرآن، فیقال لقارئ القرآن یوم القیامة إقرأ وارقأ.(10) ثم ذکر(علیه السلام)أربع صفات للجنّة تفوق کل واحدة منها الاُخرى، فقال(علیه السلام): «لا ینقطع نعیمه» أی نعمها لیست من قبیل نعم الدنیا التی تزداد وتنقص وتنعدم، ما ورد ذلک فی الآیة 35 من سورة الرعد: (أُکُلُها دائِمٌ وَظِلُّه)، ثم قال فی الصفة الثانیة «و لا یظعن(11) مقیمه» والصفة الثالثة «و لا یهرم خالده» وأخیرا الصفة الرابعة «و لا یبأس(12) ساکنه».


1. سورة الانعام / 132.
2. سورة الانعام / 83 .
3. سورة الواقعة / 10 ـ 12.
4. سورة الواقعة / 27.
5. سورة الواقعة / 88 ـ 91.
6. انظر نفحات القرآن 6/345 « مقامات الجنّة » .
7. بحارالأنوار 8/89 .
8. منهاج البراعة 6/119.
9. سورة طه / 75.
10. بحارالأنوار 8/133.
11. «یظعن» من مادة «ظعن» على وزن طعن بمعنى السفر.
12. «یبأس» من مادة «بأس» بمعنى الفقر وشدة الحاجة.  

 

القسم الثالث الخطبة 86
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma