الفارق بین الخوارج وأهل الشام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
الخطبة 611 ـ أضّل من الخوارج

تعرضت بعض الخطب السابقة للخوارج، فقد أشارت بعضها إلى الأمور المهمة فی سیرتهم ومواقفهم وما آل إلیه مصیرهم. ویتضمن کلامه(علیه السلام) هنا الإشارة إلى الاُسلوب الذی یتم من خلاله التعامل مع الخوارج بعده(علیه السلام) فیقول «لاتقاتلوا الخوارج بعدی». استناداً إلى صراعه المریر(علیه السلام) الذی خاضه ضد الخوارج، ولا سیما فی النهروان التی وجه فیها ضرباته الماحقة إلى فلولهم، وکونهم یشکلون أعدى أعداء الإسلام حتى قتل على یدهم، فانّ مثل هذا الکلام یبدو مستغرباً فی عدم التعرض لهم ومقاتلتهم، إلا أنّ الإمام(علیه السلام) یقدم دلیله بهذا لاشأن فیقول «فلیس من طلب الحقّ فأخطأه کمن طلب الباطل فأدرکه» وقد صرح السید الرضی (ره) بأنّ مراد الإمام(علیه السلام) «یعنی معاویة وأصحابه». فالواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام)أراد أن یجنب أصحابه فتح جبهتین وأن یکرسوا قوتهم تجاه عدو واحد کان یتمثل أنذاک بمعاویة وحزب بنی أمیة المقیت ورهطهم وأعوانهم من أهل الشام. فمما لاشک فیه أنّ أصحاب الإمام(علیه السلام) لن یصبحوا بعده کما لو کان(علیه السلام) بینهم، أضف إلى ذلک، لیس لدیهم القدرة على التحرک ضمن جبهتین، ومن هنا أوصاهم بلم الشمل وتعبئة قواهم وطاقاتهم ضد عدو واحد. ولا سیما أنّ الخوارج کانوا من الناقمین على حکومة معاویة، ولعلهم یقفون إلى جانب المؤمنین فی قتالهم لأهل الشام. وناهیک عما سبق فانّ الخوارج کانوا فی مرکز حکومة أمیرالمؤمنین(علیه السلام)ویشکلون جزءا من الجبهة الداخلیة، وعلیه فقد کا یسعهم زعزعة هذه الجبهة وتصدیع الحالة الأمنیة دون أدنى عناء; الأمر الذی دفع بالإمام(علیه السلام) لأنّ یوصی بالکف عن مقاتلتهم بعده. وهکذا یتّضح الرد على ذلک التساؤل المعروف الذی عجز البعض من شرّاح نهج البلاغة عن الرد علیه. فقد أثاروا هذا السؤال: لم قاتل الإمام(علیه السلام)الخوارج بنفسه بینما نهى أصحابه عن مقاتلتهم بعده؟ لم شهر سیفه بوجوههم بینما نصح أصحابه بغمد السیوف وعدم التعرض لهم؟

ونقول فی الجواب على هذا السؤال أنّ الظروف التی کانت سائدة على عهد الإمام(علیه السلام)تختلف کلیاً عنها بعده(علیه السلام)، والقائد الحکیم ینبغی أن یأخذ بنظر الاعتبار هذه الظروف کل یوم، بل کل ساعة فلا یعیش الجمود ویکتفی باسلوب واحد فی المجابهة والصراع.

وبغض النظر عما تقدم فانّ الإمام(علیه السلام) ینکر السبب الذی یقف وراء هذا الاُسلوب فی المجابهة فیقول «فانّ من طلب الحق فأخطأه لیس کمن طلب الباطل فأدرکه». فهنالک فارق واضح بین الفریقین; فالخوارج حفنة من الجهال ظنت أنّها خرجت من أجل الحقّ، الا أنّ تعصبها وجهلها إنتهى بها إلى الحیرة والضلال، أمّا معاویة ورهطه فانّهم یتجهون عن علم نحو الباطل. وبناءاً على هذا فماذا یسع الإنسان أن یقاتل من هذین الفریقین إذا کان لابدّ له من القتال ویتعذر علیه عملیاً مواجهة الفریقین؟

قطعا سیرجح قتال الفریق الثانی، فاذا فرغ منه وتمکن من دحره، آنذاک سیقف بوجه الفریق الأول. ولعل الحدیث الذی نقله المبرد فی الکامل یشیر إلى هذا المعنى من أنّ قتال معاویة وأهل الشام کان أولى من قتال الخوارج، فقد جاء فی الحدیث أنّ الخوارج قاموا على معاویة بعد شهادة أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) حین کان فی الکوفة، فبعث معاویة برسوله إلى الإمام الحسن(علیه السلام) فی الکوفة ـ وهم بالخروج إلى المدینة ـ لأن یتصدى للخوارج، فأجابه(علیه السلام) بانّه کف عن قتاله حقناً لدماء المسلمین، فهل یقاتل الخوارج نیابة عنه وهو یرى أنّه أحق منهم بالقتل.( 1)

الجدیر بالذکر أن الخوارج قد إرتکبوا أعظم جنایة عرفها العالم الإسلامی والتی تمثلت بقتلهم لعلی(علیه السلام); الأمر ألذی أخبر عنه الإمام(علیه السلام) فی عصره، مع ذلک لم یفکر الإمام(علیه السلام)فی الثأر منهم، بل نهى من بعده حتى عن قتالهم، وهذا نموذج آخر من نماذج ذروة عدالته التی لا یرى مثیلها فی تأریخ القادة والزعماء. وأخیراً نقول أنّ وصیة الإمام(علیه السلام)نافذة مادام الخوارج لم یمارسوا علیاتهم الإجرامیة فی البلاد الإسلامیة; وإلاّ فاذا إرتکبوا مثل هذه الأعمال کان لابدّ من معاملتهم على أنّهم محاربون مفسدون فی الأرض.


1. شرح نهج البلاغة للعلاّمة الخوئی 4/383; الکامل للمبرد 2/1164. 

 

الخطبة 611 ـ أضّل من الخوارج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma