رغم اختلاف الفلاسفة بشأن المعاد وکونه جسمانیاً أو روحیاً، غیر أن الآیات القرآنیة والروایات الإسلامیة صریحة بهذا الخصوص ولاتحمل أی إبهام فی عودة الروح والبدن فی عالم الآخرة، وإن المعاد سیکون بالروح والجسم معاً والشاهد على ذلک طائفة من الآیات والروایات، ومنها الآیات التی صرحت بقیام الناس من قبورهم إلى الحساب.( 1) وبالطبع فانّ القبر إنّما یضم عظام الإنسان وما یتبقى من تراب من جسده. والإمام(علیه السلام) أشار صراحة إلى هذا الأمر فی الخطبة إذ قال: «أخرجهم من ضرائح القبور، وأوکار الطیور، وأوجرة السباع، ومطارح الهالک و...» والواقع أنّ المعاد ینبغی أن یکون کذلک إذا أرید له أن یکون کاملاً عادلاً، وذلک لوجود التأثیر المتبادل بین الروح والجسد، وانّهما یتکاملان معاً;، فمفارقة أی منهما للآخر یجعل صاحبه ناقصا، ومن الخطئ ما یردد أنّ الإنسان بروحه، على أنّ ذلک یستند إلى الظن السائد باستقلال الروح الکامل. ویبدو أنّ هذا البحث واسع شامل نکتفی هنا بهذا المقدار ونترک التفاصیل لموضعها.(2)