الغنى عن بیعة مروان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
نظرة إلى الخطبة قصة غریبة من حیاة مروان بن الحکم

کما أوردنا سابقاً أنّ الإمام(علیه السلام) قال هذا الکلام لما استشفع إلیه الحسن والحسین(علیه السلام) فی العفو عن مروان بن الحکم لما أسر یوم الجمل، ثم إقترحا على الإمام(علیه السلام) بیعته، فقال «أو لم یبایعنی بعد قتل عثمان؟ لاَ حَاجَةَ لی فی بَیعَته! إنّهَا کَفٌّ یَهودیّةٌ، لَو بَایَعَنی بکَفّه لَغَدَرَ بسبّته».( 1)

وتشبیه یده بالید الیهودیة تعد إشارة واضحة إلى خیانة مروان وغدره الذی ورثه فی الواقع من أبیه الحکم، عم عثمان بن عفان الذی کان یتجسس على رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) لصالح الکفار والمشرکین والمنافقین إلى جانب سخریته واستهزائه بالنبی(صلى الله علیه وآله) فنفاه(صلى الله علیه وآله) إلى الطائف، ولم یشفع رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) عثمان فی رده إلى المدینة فلما ولی عثمان الخلافة کان أحد أسوأ أعماله التی دعت الناس للقیام علیه إعادة الحکم بن أبی العاص إلى المدینة. ومن الطبیعی ألا یکون هناک من اعتبار لبیعة هذا الرجل الذی بایع علی(علیه السلام) ثم نقض بیعته ولم یقم لها وزناً، رغم أنّ البیعة کانت محترمة حتى فی الجاهلیة. فقد نقض بیعته وأجج نار الجمل، فلو بایع ثانیة لنقض هذه البیعة
متى تسنح له الفرصة، فقد کان تبعا لهواه، ولم یک للعزة والشرف والالتزام الأخلاقی والشرعی من أهمیة لدیه. ثم أخبر الإمام(علیه السلام) عن ثلاثة أمور غیبیة بشأن مروان، یکمن الأول فیها فی إستیلائه على الخلافة لمدة قصیرة: «أما إنّ له إمرةً کلعقة(2) الکلب أنفه» فالکلب حین یزج برأسه فی جیفة لیتناول ممّا فیها، یعلق مقدارا من بقایا تلک الجیفة على أنفه فیمد لها لسانه بغیة تناوله وتنظیف ما علق بأنفه. ویمثل هذا التعبیر بشأن قصر حکومة مروان منتهى البلاغة والفصاحة، وهو من قبیل: «المقال المطابق لمقتضى الحال». نعم فهو کالکلب الذی إنقض على جیفة الحکومة اللامشروعة لآل أمیة، ولمدة فصیرة رآها بعض المؤرخین أربعة أشهر وعشرة أیام وقیل ستة أشهر، وأکثر مدة صرح بها المؤرخون هى تسعة أشهر، وهکذا تحققت نبوءة الإمام(علیه السلام)بشأنه حتى قتل على ید زوجته کما سنعرض لذلک فی البحث القادم. الأمر الثانی الذی تنبأ به الإمام(علیه السلام): «و هو أبوالأکبش(3) الأربعة» والأکبش جمع کبش الحیوان الهائج المعروف حیث یشترک معه ولد مروان بهذه. وذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى أنّ المراد بالأکبش الأربعة من ولد مروان هم: عبدالملک الذی ولى الخلافة بعده وعبدالعزیز الذی ولی مصر وبشر فی العراق وأمّا محمد فولی الجزیرة، وقد ورث کل منهم الشر عن أبیه. وبالطبع فانّ أولاد مروان کثیرون، إلاّ أنّ هؤلاء الأربعة قد ولوا الحکومة والیهم أشار الإمام(علیه السلام)بکلامه. بینما ذهب البعض الآخر من الشرّاح إلى أنّ المراد بالأکبش الأربعة حفدة مروان من ولد عبدالملک وهم: الولید وسلیمان ویزید وهشام، ولم یل الخلافة من بنی أمیة ولا من غیرهم أربعة إخوة إلاّ هؤلاء. ومن هنا فقد رجح البعض القول الثانی لانسجامه والنبوءة الثالثة التی وردت فی کلام الإمام(علیه السلام):«وستلقى الأمّة منه ومن ولده یوماً أحمر» وهذه النبوءة هى الاُخرى تحققت، وقد ولی هؤلاء الأکبش الخلافة الواحد بعد الآخر فاراقوا الدماء وقتلوا طائفة عظیمة من الأبریاء، لتحقق نبوءة الإمام(علیه السلام)بقوله: «یوماً احمر» من خلال تلک الفضائع والجرائم التی ارتکبوها، وافضل شاهد على ذلک الجنایات التی اقترفها والی الکوفة على عهد عبدالملک بن مروان الحجاج بن یوسف الثقفی.


1. «سبة» على وزن غدة تعنى الطعنة فی موضع واصلها من سب کما ترد کنایة عن مخرج الإنسان، وقد وردت بهذا المعنى فی العبارة المذکورة، ومعنى الکلام محمول على وجهین: أحدهما أن یکون ذکر السبة إهانة له وغلظة علیه، والعرب تسلک مثل ذلک فی خطبها وکلامها، والثانی أن یرید بالکلام حقیقة لامجازاً، وذلک لأنّ الغادر من العرب کان إذا عزم على الغدر بعد عهد قد عاهده أو عقد قد عقده، قبل إستهزاء بما کان قد أظهره من الیمین والعهد، وسخریة وتهکماً. (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 6/147).
2. «لعقة» من مادة «لعق» على وزن لعب بمعنى لَحسه و«العقة» اسم مرة «یعنی لعق أو لحس مرة واحدة».
3. «أکبش» جمع «کبش» بمعنى مذکر الغنم أو الخروف بأی عمر کان تطلق العرب هذه المفردة على رئیس القوم وزعیمهم فیقال: کبش القوم وکبش الکتیبة.  

 

نظرة إلى الخطبة قصة غریبة من حیاة مروان بن الحکم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma