فی تفسیر الآیتین 102 و103 من سورة البقرة، فی الجزء الأوّل من هذا التّفسیر تحدثنا بالتفصیل عن حقیقة السحر فی الازمنة الغابرة، ورأی الإسلام فی السحر، وکیفیة تأثیره، وهناک ذکرنا قبولنا لتأثیر السحر بشکل عام، ولکن لا بالصورة التی یتخیلها المتخیلون والخرافیون، ومن أراد مزیداً من التوضیح فی هذا المجال فلیراجع بحثنا المذکور.
ومن اللازم أن نذکر هنا أنّ آیات هذه السّورة لو کانت تستهدف أمر النّبی بالاستعاذة من سحر الساحرین، فهذا لا یعنی أن النّبی تعرض لتأثیر السحر. بل إنّها تشبه استعاذة النّبی باللّه من کلّ خطأ وذنب، أی إنّه مصون من هذه العوارض بلطف اللّه وفضله، ولولا فضله لما سلم من تأثیر السحر هذا من جهة.
ومن جهة اُخرى، لا یوجد دلیل کما قلنا على أن معنى، (النفاثات فی العقد) هو السحرة أو الساحرات.