کید ابرهة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
قصّة أصحاب الفیل1ـ المعجزة (للبیت ربّ یحمیه)

یخاطب اللّه رسوله(صلى الله علیه وآله) فی الآیة الاُولى من السّورة ویقول له: (ألم تر کیف فعل ربّک بأصحاب الفیل

لقد جاؤوا بجیش جرار مجهّز بالعدّة والعدد لیهدموا الکعبة، واللّه سبحانه دحرهم بجیش فی ظاهره صغیر بسیط، وأباد الفیلة بطیر صغیر، وهدم الآلة الحربیة المتطورة فی ذلک الزمان بحجارة من سجیل، لیتّضح ضعف هذا الإنسان المغرور المتکبر أمام قدرة اللّه.

التعبیر بجملة (ألم تَر)فی الآیه، مع أنّ الحادثة وقعت قبل ولادة النّبی(صلى الله علیه وآله) أو مقترنة بولادته، یعود إلى أنّ الحادثة المذکورة قریبة العهد من عصر النّبی(صلى الله علیه وآله)، کما إنّها بلغت من الشهرة والتواتر وکأن النّبی رآها بعینه المبارکة، هذا إلى أن جمعاً من معاصری الرسول کانوا قد رأوها بأعینهم.

عبارة (أصحاب الفیل) إشارة إلى ما کان مع الجیش المهاجم من فیلة جاؤوا بها من الیمن لیرعبوا العرب وخیولهم(1).

(ألم یجعل کیدهم فی تضلیل)؟!

لقد استهدفوا الکعبة لیهدموها ولیقیموا بدلها کعبة الیمن، ولیدعوا قبائل العرب إلى حج هذا المعبد الجدید، لکنّه سبحانه حال دون تحقق هدفهم، بل زاد الکعبة شهرة وعظمة بعد أن ذاع نبأ أصحاب الفیل فی جزیرة العرب، وأصبحت قلوب المشتاقین تهوى إلیها أکثر من ذی قبل، وأسبَغَ على هذه الدیار مزیداً من الأمن.

کیدهم إذن صار فی تضلیل، أی فی ضلال حیث لم یصلوا إلى هدفهم.

ثمّ تشرح الآیات التالیة بعض جوانب الواقعة.

(وارسل علیهم طیراً أبابیل).

«أبابیل» لم تکن فی لهجات العرب المعروفة اسماً لطائر، بل إنّها صفة، قیل: إنّ معناها جماعات متفرقة، أی إنّ هذه الطیر کانت تأتی على شکل مجموعات والکلمة لها معنى الجمع، وقیل: إنّ مفرده (أبابلة) وهی المجموعة من الطیر أو الخیل أو الإبل، وقیل: إنّ الکلمة جمع لا مفرد له من لفظه.

على أی حال عبارة «طیراً أبابیل» تعنی طیراً على شکل مجموعات، والمشهور أنّ هذه الطیر کانت تشبه الخطاطیف قدمت من صوب البحر الأحمر فی اتجاه أصحاب الفیل.

(ترمیهم بحجارة من سجّیل)(2).

وکما ذکرنا فی قصّة أصحاب الفیل، فإنّ کلّ واحدة من هذه الطیر کانت تحمل ثلاث حجارات أصغر من الحمصة، واحدة فی منقارها واثنین فی ارجلها، وما أن تسقط هذه الحجارة على أحد حتى تهلکه.

(فجعلهم کعصف مأکول).

و«العصف» هو النبات الجاف المتهشّم، أی هو (التبن) بعبارة اُخرى. وقیل إنّه قشر القمح حین یکون فی سنبله، والمناسب هنا هو المعنى الأوّل.

وقال «مأکول» إشارة إلى أنّ هذا التبن قد سحق مرّة اُخرى بأسنان الحیوان، ثمّ هشّم ثالثة فی معدته، وهذا یعنی أنّ أصحاب الفیل، قد تلاشوا بشکل کامل عند سقوط الحجارة علیهم.

وهذا التعبیر إضافة إلى ما له من معنى الإبادة التامة، یحمل معنى التفاهة والضعف ممّا صار إلیه هؤلاء المهاجمون الطغاة المستکبرون والمتظاهرون بالقوّة.


1.«الفیل»، لفظه مفرد، وله هنا معنى الجنس والجمع.
2.«سجّیل» کلمة فارسیة مأخوذة من دمج کلمتین هما «سنگ» و«گل». وتعنی الطین المتحجّر.
قصّة أصحاب الفیل1ـ المعجزة (للبیت ربّ یحمیه)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma