قصّة أصحاب الفیل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
سبب النّزولکید ابرهة

ذکر المفسّرون والمؤرخون هذه القصّة بأسالیب مختلفة واختلفوا فی سنة وقوعها، لکن أصل القصّة متواتر، ونحن نذکرها استناداً إلى الرّوایات المعروفة فی «سیرة ابن هشام» و«بلوغ الأرب» و«بحار الأنوار» و«مجمع البیان»بتلخیص:

«ذو نواس» ملک الیمن اضطهد نصارى نجران قرب الیمن کی یتخلوا عن دینهم (ذکر القرآن قصّة هذا الاضطهاد فی موضوع أصحاب الأخدود فی سورة البروج، وبیّناها بالتفصیل هناک).

بعد هذه الجریمة نجا من بین النصارى رجل اسمه (دوس) وتوجه إلى قیصر الروم الذی کان على دین المسیح، وشرح له ما جرى.

ولما کانت المسافة بین الروم والیمن بعیدة، کتب القیصر إلى النجاشی (حاکم الحبشة) لینتقم من (ذو نواس) لنصارى نجران، وارسل الکتاب بید القاصد نفسه.

جهّز النجاشی جیشاً عظیماً یبلغ سبعین ألف محارب بقیادة (أریاط) ووجهه إلى الیمن، وکان (أبرهة) أیضاً من قواد ذلک الجیش.

اندحر (ذو نواس) وأصبح (أریاط) حاکماً على الیمن، وبعد مدّة ثار علیه أبرهة وأزاله من الحکم وجلس فی مکانه.

بلغ ذلک النجاشی، فقرر أن یقمع (أبرهة). لکن أبرهة أعلن استسلامه الکامل للنجاشی ووفاءه له. حین رأى النجاشی منه ذلک عفا عنه وأبقاه فی مکانه.

و(أبرهة) من أجل أن یثبت ولاءه،بنى کنیسة ضخمة جمیلة غایة الجمال، لا یوجد على ظهر الأرض مثلها آنذاک، وقرر أن یدعو أهل الجزیرة العربیة لأن یحجّوا إلیها بدل (الکعبة)، وینقل مکانة الکعبة إلى أرض الیمن.

ارسل أبرهة الوفود والدعاة إلى قبائل العرب فی أرض الحجاز، یدعونهم إلى حجّ کنیسة الیمن، فاحسّ العرب بالخطر لإرتباطهم الوثیق بمکّة والکعبة ونظرتهم إلى الکعبة على أنّها من آثار إبراهیم الخلیل(علیه السلام).

تذکر بعض الرّوایات أنّ مجموعة من العرب جاؤوا خفیة وأضرموا النّار فی الکنیسة، وقیل إنّهم لوثوها بالقاذورات، لیعبروا عن اعتراضهم على فعل أبرهة ویهینوا معبده.

غضب أبرهة وقرر أن یهدم الکعبة هدماً کاملاً، للإنتقام ولتوجیه أنظار العرب إلى المعبد الجدید، فجهّز جیشاً عظیماً کان بعض أفراده یمتطی الفیل، واتجه نحو مکّة.

عند اقترابه من مکّة بعث من ینهب أموال أهل مکّة، وکان بین النهب مائتا بعیر لعبد المطلب.

بعث (أبرهة) قاصداً إلى مکّة وقال له: ابحث عن کبیر القوم وقل له إنّ أبرهة ملک الیمن

یدعوک. أنا لم آت لحرب، بل جئت لأهدم هذا البیت، فلو استسلمتم، حقنت دماؤکم.

جاء رسول أبرهة إلى مکّة وبحث عن شریفها فدلوه على عبد المطلب، فحدثه بحدیث أبرهة، فقال عبد المطلب، نحن لا طاقة لنا بحربکم، وللبیت ربّ یحمیه.

ذهب عبد المطلب مع القاصد إلى ابرهة، فلما قدم علیه جعل ابرهة ینظر إلیه وراقه حسنه وجماله وهیبته، حتى قام من مکانه احتراماً وجلس على الأرض واجلس عبد المطلب إلى جواره لأنّه ما أراد أن یجلس عبد المطلب على سریر ملکه ثمّ قال لمترجمه اسأله ما حاجتک؟ قال عبد المطلب: نهبت إبلی فمرهم بردّها علیّ.

فاندهش أبرهة وقال لمترجمه: قل له إنّه احتل مکاناً فی قلبی حین رأیته، والآن قد سقط من عینی، أنت تتحدث عن إبلک ولا تذکر الکعبة وهی شرفک وشرف أجدادک، وأنا قدمت لهدمها؟!

قال عبد المطلب: أنا ربّ الإبل، وللبیت ربّ یحمیه؟!

عاد عبد المطلب إلى مکّة، وأخبر أهلها أن یلجأوا إلى الجبال المحیطة بها، وذهب هو وجمع معه إلى جوار البیت لیدعو فأخذ حلقة باب الکعبة وانشد أبیاته المعروفة:

لا هُمّ إن المرء یمنع رحله فامنع رحالک *** لا یغلبن صلیبهم ومحالهم أبداً محالک

جرّوا جمیع بلادهم والفیل کی یسبوا عیالک *** لا همّ أنّ المرء یمنع رحله فامنع عیالک

وانصر على آل الصلیب وعابدیه الیوم آلک(1)

ثمّ لاذ عبد المطلب وجمع من قریش باحدى شعاب مکّة وأمر أحد ولده أن یصعد على جبل (أبو قبیس) لیرى ما یجری.

عاد الابن مسرعاً إلى أبیه وأخبره أن سحابة سوداء تتجه من البحر (البحر الأحمر) إلى أرض مکّة، استبشر عبد المطلب وصاح: «یا معشر قریش ادخلوا منازلکم فقد أتاکم اللّه بالنصر من عنده».

من جانب آخر، توجه أبرهة راکباً فیله المسمى «محموداً» مع جیشه الجرار مخترقاً الجبال ومنحدراً إلى مکّة، لکن الفیل أبى أن یتقدم، أمّا حینما یوجهوه نحو الیمن یهرول، تعجب أبرهة من هذا وتحیّر.

وفی هذه الأثناء وصلت طیور قادمة من جانب البحر کأنّها الخطاطیف وهی تحمل حجراً فی منقارها وحجرین فی رجلیها، بحجم الحمّصة، وألقوها على جیش أبرهة، فأهلکتهم. وقیل: إنّ الحجر کان یسقط على الرجل منهم فیخترقه ویخرج من الجانب الآخر.

ساد الجیش ذعر عجیب، فهلک منه من هلک، وفرّ من استطاع الفرار، صوب الیمن، وکانوا یتساقطون فی الطریق.

(أبرهة) اصیب بحجر، وجُرح، فاعید إلى صنعاء عاصمة ملکه، وهناک فارق الحیاة.

وقیل: إنّ مرض الحصبة والجدری شوهد لأوّل مرّة فی أرض العرب فی تلک السنة.

وقیل: إنّ أبرهة جاء بفیل واحد کان یرکبه واسمه محمود. وقیل بل ثمانیة أفیال، وقیل: عشرة، وقیل: اثنی عشر.

وفی هذا العام ولد رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) حسب الرّوایة المشهورة، وقیل إنّ بین الحادثتین إرتباطاً.

على أی حال، فإن أهمّیة هذه الحادثة الکبرى بلغت درجة تسمیة ذلک العام بعام الفیل، وأصبح مبدأ تاریخ العرب(2).


1. نقل المؤرخون والمفسرون هذه الاشعار بصور مختلفة، وماذکر اعلاه یمثل خلاصة ما ورد فی هذه المورد.
2. سیرة ابن هشام، ج 1، ص 38 ـ 62; وبلوغ الإرب، ج 1، ص 250 ـ 263; وبحار الأنوار، ج 15، ص 130 وما بعدها; وتفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 542.
سبب النّزولکید ابرهة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma