العقبة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
سورة البلد / الآیة 11 ـ 20 بحوث

بعد ذکر النعم الکبیرة فی الآیات السابقة، تنحی هذه الآیات باللائمة على اُولئک الذین یکفرون بهذه النعم، ولا یسخرونها على طریق النجاة، یقول سبحانه: (فلا اقتحم العقبة)(1)

وما المقصود من العقبة؟ الآیات التالیة تفسّرها:

(وما أدراک ما العقبة * فک رقبة * أو إطعام فی یوم ذی مسغبة * یتیماً ذا مقربة * أو مسکیناً ذا متربة).

من هنا فالعقبة التی لم یتهیأ الکافرون لاجتیازها هی: فک رقبة عبد وتحریره من الرقّ، أو إطعام فی یوم الضائقة الاقتصادیة والمجاعة، یتیماً ذا قربى أو فقیراً قد لصق بالتراب من شدّة فقره، العقبة هی مجموعة أعمال الخیر التی تتجه لخدمة النّاس والأخذ بید الضعفاء والمعوزین، کما إنّها أیضاً مجموعة من المعتقدات الصحیحة الخالصة تشیر إلیها الآیات التالیة.

نعم، إن اجتیاز هذه العقبة لیس بالأمر الیسیر لما لأغلب النّاس من التصاق بالمال والثروة.

لیس الإسلام والإیمان بالقول والإدعاء، بل أمام کلّ إنسان مسلم ومؤمن عقبات یجب أن یجتازها الواحدة بعد الاُخرى، مستمداً العون من اللّه سبحانه ومن روح الإیمان والإخلاص.

بعضهم ذهب إلى أنّ «العقبة» هنا تعنی أهواء النفس التی حثّ الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) على مقاومتها ومجاهدتها، ویسمى ذلک «الجهاد الأکبر»، واستناداً إلى هذا التّفسیر یکون فک الرقبة وإطعام المسکین من المصادیق البارزة لإجتیاز عقبة هوى النفس.

ومن المفسّرین من قال إنّ «العقبة» هی الصراط الصعب یوم القیامة، کما جاء فی حدیث رسول اللّه(صلى الله علیه وآله):

«إن أمامکم عقبة کؤوداً لا یجوزها المثقلون، وأنا أرید أن أخفف عنکم لتلک العقبة»(2)

وهذا الحدیث طبعاً لایمکن أن یکون تفسیراً للآیة، غیر أن بعض المفسّرین فهموا منه ذلک، وهذا الفهم لا یتناسب مع التّفسیر الصریح لکلمة «العقبة» فی الآیات التالیة، إلاّ إذا اعتبرنا العقبة الکؤود یوم القیامة تجسیداً للطاعات الثقیلة الصعبة فی هذا العالم، واجتیاز تلک العقبات فرع لإجتیاز هذه الطاعات «تأمل بدقّة».

تعبیر «اقتحم» فی الآیة اصله من «الإقتحام» وهو الدخول فی عمل صعب مخیف (مفردات الراغب)، أو الولوج والعبور بشدّة ومشقّة (تفسیر الکشّاف) وهذا یعنی أنّ إجتیاز هذه العقبة لیس بالأمر الیسیر، کما أنّه تأکید على ما ورد فی أوّل السّورة بشأن ما یکابد الإنسان فی حیاته: (لقد خلقنا الإنسان فی کبد).

وعن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) قال: «إنّ الجنّة حفّت بالمکاره وإنّ النّار حفّت بالشهوات»(3).


1. الظاهر أن (لا) فی الآیة «نافیة» و«خبریة» ونستبعد أن تکون على وجه الدعاء على ضمیر الفعل أو أن تکون استفهامیة،والإشکال الوحید الذی یرد على أنّها خبریة هو عدم تکرارها لأنّ (لا) النافیة حین تدخل على الفعل الماضی تکرر عادة کقوله سبحانه: (فلا صدق ولا صلى)، ولم تتکرر فی الآیة. ویذکر الطبرسی فی تفسیر مجمع البیان مواضع من أقوال العرب لم تتکرر فیها (لا) النافیة مع دخولها على الفعل الماضی، وإلى ذلک ذهب أیضاً الفخر الرازی والقرطبی، وقیل إنّ (لا) إذا کانت بمعنى «لم» لا یلزم تکرارها وبعضهم احتمل التکرار فی التقدیر والمعنى: (فلا اقتحم العقبة، ولا فک رقبة، ولا أطعم فی یوم ذی مسغبة).
2. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 495.
3. نهج البلاغة، الخطبة 176.
سورة البلد / الآیة 11 ـ 20 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma