قد یتصور أنّ هذه الآیة لها مفهوم «السلام العام» وتجیز حتى لعبدة الأصنام أن یظلوا علیها عاکفین، لأنّها لا تصرّ على قبول دین الإسلام.
لکن هذا التصور فارغ لا یقوم على أساس، لحن الآیات یوضح بجلاء أنّها نوع من التحقیر والتهدید، أی دعکم ودینکم فسترون قریباً وبال أمرکم، تماماً مثل ما ورد فی قوله تعالى: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولکم أعمالکم سلام علیکم لا نبتغی الجاهلین)(1).
والشاهد الواضح على ذلک مئات الآیات الکریمة التی ترفض الشرک بکل ألوانه، وتعتبره عملاً لا شیء أبغض منه، وذنباً لا یغفر.
الجواب: وهناک إجابات اُخرى على هذا السؤال مثل تقدیر محذوف وتکون العبارة: لکم جزاء دینکم ولی جزاء دینی.
وقیل أیضاً: «الدین» هنا بمعنى الجزاء، ولا محذوف فیها ومفهومها لکم جزاؤکم ولی جزائی.(2)
والتّفسیر الأوّل أنسب.