یوم القیامة: الوقت المجهول!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
سورة النّازعات / الآیة 42 ـ 46 محتوى السورة

تتعرض الآیات أعلاه لإجابة المشرکین ومنکری المعاد حول سؤالهم الدائم عن وقت قیام الساعة (یوم القیامة): فتقول أوّلاً: (یسألونک عن الساعة أیّان مرساه)(1).

والقرآن فی مقام الجواب یسعى إلى إفهامهم بأنّه لا أحد یعلم بوقت وقوع القیامة، ویوجه الباری خطابه إلى حبیبه الأکرم(صلى الله علیه وآله)، بأنّک لا تعلم وقت وقوعها، ویقول: (فیم أنت من ذکراه).

فما خفی علیک (یامحمّد)، فمن باب أولى أن یَخفى على الآخرین، والعلم بوقت قیام القیامة من الغیب الذی اختصه اللّه لنفسه، ولا سبیل لمعرفة ذلک سواه إطلاقاً!

وکما قلنا، فانّ سرّ خفاء موعد الحق یرجع لأسباب تربویة، فإذا کانت ساعة قیام القیامة معلومة فستحل الغفلة على الجمیع إذا کانت بعیدة، وبالمقابل ستکون التقوى اضطراراً والورع بعیداً عن الحریة والاختیار إذا کانت قریبة، والأمران بطبیعتهما سیقتلان کلّ أثر تربوی مرجو.

وثمّة احتمالات اُخرى عرضها بعض المفسّرین، ومنها: إنّک لم تبعث لبیان وقت وقوع یوم القیامة، وإنّما لتعلن وتبیّن وجودها (ولیس لحظة وقوعها).

ومنها أیضاً: إنّ قیامک وظهورک مبیّن وکاشف عن قرب وقوع یوم القیامة بدلالة ما روی عن النبىّ(صلى الله علیه وآله) حینما جمع بین سبابتیه وقال: «بعثت أنا والقیامة کهاتین»(2)

ولکنّ التّفسیر الأوّل أنسب من غیره وأقرب.

وتقول الآیة التالیة: (إلى ربّک منتهاه).

فاللّه وحده هو العالم بوقت موعدها دون غیره ولا فائدة من الخوض فی معرفة ذلک.

ویؤکّد القرآن هذا المعنى فی الآیتین: 34 من سورة لقمان: (إنّ اللّه عنده علم الساعة)، وفی الآیة 187 من سورة الأعراف: (قل إنّما علمها عند ربّی).

وقیل: المراد بالآیة، تحقق القیامة بأمر اللّه، ویشیر هذا القول إلى بیان علّة ما ورد فی الآیة السابقة، ولا مانع من الجمع بین التّفسیرین.

وتسهم الآیة التالیة فی التوضیح: (إنّما أنت منذر مَن یخشاه).

إنّما تکلیفک هو دعوة الناس إلى الدین الحقّ، وإنذار مَنْ یأبى بعقاب اُخروی ألیم، وما علیک تعیین وقت قیام الساعة.

مع ملاحظة، أنّ الإنذار الموجه فی الآیة لمن یخاف ویخشى من عقاب اللّه، یشبه المضمون الذی تناولته الآیة 2 من سورة البقرة: (ذلک الکتاب لا ریب فیه هدىً للمتقین).

ویشیر البیان القرآنی إلى أثر الدافع الذاتی فی طلب الحقیقة وتحسس المسؤولیة الملقاة على عاتق الإنسان أمام خالقه، فإذا افتقد الإنسان إلى الدافع والمحرک فسوف لا یبحث فیما جاءت به کتب السماء، ولا یستقر له شأن فی أمر المعاد، بل وحتى لا یستمع لإنذارات الأنبیاء والأولیاء(علیهم السلام).

وتأتی آخر آیة من السورة لتبیّن أنّ ما تبقى من الوقت لحلول الوعد الحق لیس بالکثیر: (کأنّهم یوم یرونها لم یلبثوا إلاّ عشیّة أو ضحاه).

فعمر الدنیا وحیاة البرزخ من السرعة فی الإنقضاء حتى یکاد یعتقد الناس عند وقوع القیامة، بأنّ کلّ عمر الدنیا والبرزخ ما هو إلاّ سویعات معدودة!

ولیس ببعید... لأنّ عمر الدنیا قصیر بذاته، ولیس من الصواب أن نقایس بین زمنی الدنیا والآخرة، لأنّ الفانی لیس کالباقی.

«عشیّة»: العصر. و«الضحى»: وقت انبساط الشمس وامتداد النهار.

وقد نقلت الآیات القرآنیة بعض أحادیث المجرمین فی ویوم القیامة، فیما یختص بمدّة لبثهم فی عالم البرزخ..

فتقول الآیة 103 و 104 من سورة طه: (یتخافتون بینهم إنْ لبثتم إلاّ عشراً * یقول أمثلهم طریقة إنْ لبثتم إلاّ یوم).

وتقول الآیة 55 من سورة الروم: (ویوم تقوم الساعة یقسم المجرمون ما لبثوا غیر ساعة).

واختلاف تقدیرات مدّة اللبث، یرجع لاختلاف القائلین، وکّل منهم قد عبّر عن قصر المدّة حسب ما یتصور، والقاسم المشترک لکلّ التقدیرات هو أنّ المدّة قصیرة جدّاً ویکفی طرق باب هذا الموضوع لإیقاظ الغافل من خدره.

اللّهمّ! هب لنا الأمن والسلامة فی العوالم الثلاث، الدنیا والبرزخ والقیامة...

یاربّ! لا ینجو من عقاب وشدائد یوم القیامة إلاّ مَنْ رحمته بلطفک، فاشملنا بخاصة لطفک ورحمتک..

إلهی! اجعلنا ممن یخاف مقامک وینهى نفسه عن الهوى، ولا تجعل لنا غیر الجنّة مأوى..

آمین یاربّ العالمین

نهایة سورة النّازعات


1. جاءت کلمة «المرسى» بهذا الموضع مصدراً، على مالها من استعمالات اُخرى، فتأتی تارة اسم زمان ومکان، وتارة اُخرى اسم مفعول من «الإرساء»، معناها المصدری هو: الوقوع والثبات، ویستخدم المرسى کمکان لتوقف السفن، وفی تثبیت الجبال على سطح الأرض، وکقوله تعالى فی الآیة 41 من سورة هود: (وقال ارکبوا فیها بسم اللّه مجراها ومرساه)، والآیة 32 من سورة النازعات: (والجبال أرساه).
2. التفسیر الکبیر، ج 29، ص 29; وذکر ذات الموضوع فی تفاسیر: مجمع البیان، والقرطبی، وفی ظلال القرآن، بالإضافة إلى تفاسیر اُخرى، فی ذیل الآیة 18 من سورة محمّد.
سورة النّازعات / الآیة 42 ـ 46 محتوى السورة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma