اُسس البناء الذاتی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
صیحة البعثمحتوى السورة

لقد حملت السورة المبارکة بین طیاتها برنامجاً تربویاً جامعاً لبناء النفس وتزکیتها:

فقد أمرت بکسر حاجز الغرور والتکبر، والتحلی بالتأمل فی بدء خلق الإنسان، فهذا الذی ابتدأ وجوده من نطفة قذرة، لا ینبغی علیه أن یتطاول ویرى نفسه أکبر من حجمها الطبیعی.

التمسک بطرق الهدایة الرّبانیة (هدایة الوحی، تعالیم الأنبیاء، وبرامج الأولیاء الصالحین، وکذا الهدایة الحاصلة عن العقل بدراسة قوانین وأنظمة عالم التکوین)، فهو أفضل زاد فی مشوار طریق البناء.

وتأمر الإنسان للتفکر فی طعامه ـ من أین جاء، کیف صار، وما سرّ اختلاف ألوانه وأنواعه ـ، لیصل إلى عظمة الخلاق ومدى لطفه ورحمته على عباده، ولابدّ للإنسان من السعی فی کسب لقمة الحلال والتی تعتبر من أهم أرکان التربیة السلیمة، وذلک لما لها من آثار نفسیة وشرعیة.

وإذا ما أعطت السورة کلّ هذه الأهمّیة لغذاء البدن، فهی تدفع الإنسان للتحری عن سلامة غذاءه الروحی، لأنّ فعل التعلیمات المنحرفة والتوجیهات الفاسدة الباطلة کفعل الغذاء المسموم، فهی تنخر فی البناء الروحی وتعرض حیاة الإنسان للخطر.

وممّا یحزُّ فی نفوس المؤمنین أن یروا قسماً من الناس وقد تکالبوا على غذاء البدن بکلّ دقة واعتناء، وأهملوا الغذاء الروحی فترى (مثلاً) من یقرأ أیّ کتاب وإن کان فاسداً

ومفسِّداً، ویستمع لأیّ حدیث وإن کان ضالاً مضلاً، دون أن یضع لتوجیهاته أیّ ضابط بقید أو شرط!

وقد جسّد أمیر المؤمنین(علیه السلام) هذا المعنى بقوله: «ما لی أرى الناس إذا قرّب إلیهم الطعام لیلاً تکلفوا إنارة المصابیح، لیبصروا ما یدخلون بطونهم، ولا یهتمون بغذاء النفس، بأن ینیروا مصابیح ألبابهم بالعلم، لیسلموا من لواحق الجهالة والذنوب، فی اعتقاداتهم وأعمالهم»(1).

وروی شبیه هذا القول عن الإمام الحسن المجتبى(علیه السلام): «عجبت لمن یتفکر فی مأکوله، کیف لا یتفکر فی معقوله، فیجنب بطنه ما یؤذیه، ویودع صدره ما یردیه»(2).

ثمّ تذکّر السورة بصیحة البعث الرهیبة التی تضع الإنسان وجهاً لوجه أمام ما قدّمت یداه من أعمال فی الحیاة الدنیا...

فعلى الإنسان أن یتفکر فی أمر آخرته، وعلیه أن یعمل لیکون ضاحک الوجه مستبشراً فی ذلک الیوم المحتوم، وأن یجهد بکلّ ما أمکنه للتخلص ممّا یؤدّی به لأن یکون عبوساً حزیناً.

اللّهمّ، وفقنا لتربیة وتزکیة أنفسنا...

اللّهم، لا تحرمنا من نعمة التوجه الصحیح الشاخص لساحة رضوانک..

اللّهم، أیقظنا من غفلتنا واجعل عاقبتنا على خیر...

آمین یا ربّ العالمین

نهایة سورة عبس


1. سفینة البحار، ج 2، ص 84، مادة (طعم).
2. المصدر السابق، وبحارالانوار، ج 1، ص 268.
صیحة البعثمحتوى السورة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma