خیر البریّة وشرّها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
سورة البیّنة / الآیة 6 ـ 8 1ـ علی(علیه السلام) وشیعته خیر البریّة

الآیات السابقة تحدثت عن انتظار أهل الکتاب والمشرکین لبیّنة تأتیهم من اللّه، لکنّهم تفرقوا من بعدما جاءتهم البیّنة.

هذه الآیات تذکر مجموعتین من النّاس مختلفتین فی موقفهما من الدعوة «کافرة» و«مؤمنة» تذکر الکافرین أوّلاً بالقول: (إنّ الذین کفروا من أهل الکتاب والمشرکین فی نار جهنّم خالدین فیها اُولئک هم شرّ البریّة).

وإنّما قال «کفروا» لکفرهم بالدین المبین، وإلاّ فإنّ کفرهم لیس بجدید.

وعبارة (اُولئک هم شرّ البریّة) عبارة قارعة مثیرة، تعنی أنّه لا یوجد بین الأحیاء وغیر الأحیاء موجود أضل واسوأ من الذین ترکوا الطریق المستقیم بعد وضوح الحق وإتمام الحجّة، وساروا فی طریق الضلال، مثل هذا المعنى ورد أیضاً فی قوله تعالى: (إنّ شرّ الدواب عند اللّه الصم البکم الذین لا یعقلون)(1).

وفی قوله سبحانه یصف أهل النّار: (اُولئک کالأنعام بل هم أضل اُولئک هم الغافلون)(2).

وهذه الآیة التی نحن بصددها تذهب فی وصف هؤلاء المعاندین إلى أبعد ممّا تذهب إلیه غیرها، لأنّها تصفهم بأنّهم شرّ المخلوقات، وهذا بمثابة بیان الدلیل على خلودهم فی نار جهنم.

ولم لا یکونون شرّ المخلوقات وقد فتحت أمامهم جمیع أبواب السعادة فاعرضوا عنها کبراً وغروراً وعناداً.

تقدیم ذکر «أهل الکتاب» على «المشرکین» فی هذه الآیة أیضاً، قد یعود إلى ما عندهم من کتاب سماوی وعلماء ومن صفات صریحة لنبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) فی کتبهم، لذلک کانت معارضتهم أفظع وأسوأ.

الآیة التالیة تذکر المجموعة الثّانیة، وهم المؤمنون وتقول: (إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات اُولئک هم خیر البریّة).

والآیة التی بعدها تذکر جزاء هؤلاء المؤمنین، وما لهم عند اللّه من مثوبة:

(جزاؤهم عند ربّهم جنات عدن تجری من تحتها الأنهار خالدین فیها أبداً رضی اللّه عنهم ورضوا عنه ذلک لمن خشی ربّه).

یلاحظ أنّ الحدیث عن المؤمنین مقرون بذکر الأعمال الصالحة، باعتبارها ثمرة دوحة الإیمان، وفی ذلک إشارة إلى أن ادعاء الإیمان وحده لا یکفی، بل لابدّ أن تشهد علیه الأعمال الصالحة، لکن الکفر وحده ـ وإن لم یقترن بالأعمال السیئة ـ مبعث السقوط والشقاء، أضف إلى أنّ الکفر عادة منطلق لانواع الذنوب والجرائم والإنحرافات.

عبارة (اُولئک هم خیر البریّة) تبیّن بجلاء أنّ الإنسان المؤمن ذا الأعمال الصالحة أفضل من الملائکة، فعبارة الآیة مطلقة ولیس فیها استثناء والآیات الاُخرى تشهد على ذلک أیضاً، مثل آیة سجود الملائکة لآدم، ومثل قوله سبحانه: (ولقد کرمنا بنی آدم)(3).

هذه الآیة تحدثت عن الجزاء المادی الذی ینتظر المؤمنین، وعن الجزاء المعنوی الروحی لهم، وهو رضا اللّه عنهم ورضاهم عنه.

إنّهم راضون عن اللّه لأنّ اللّه أعطاهم ما أرادوه، واللّه راض عنهم لأنّهم أدّوا ما أراده منهم، وإنّ کانت هناک زلة فقد غفرها بلطفه وکرمه، وأیة لذة أعظم من أن یشعر الإنسان أنّه نال رضا المحبوب ووصاله ولقاءه!!

نعم، نعیم جسد الإنسان جنات الخلد، ونعیم روحه رضا اللّه ولقاؤه.

جملة (ذلک لمن خشی ربّه) تدل على أن کل هذه البرکات تنطلق من «خشیة اللّه». لأنّ هذه الخشیة دافع للحرکة صوب کلّ طاعة وتقوى وعمل صالح.

بعض المفسّرین قرن هذه الآیة، بالآیة 28 من سورة فاطر حیث یقول سبحانه: (إنّما یخشى اللّه من عباده العلماء) وخرج بنتیجة هی أنّ الجنّة للعلماء، طبعاً لابدّ أن نأخذ بنظر الاعتبار وجود مراتب ومراحل للخشیة وهکذا مراتب للعلم.

قیل أیضاً أن «الخشیة» أسمى من «الخوف»، لأنّها خوف مقرون بالتعظیم والإحترام.


1. الأنفال، 22.
2. الأعراف، 179.
3. الاسراء، 70.
سورة البیّنة / الآیة 6 ـ 8 1ـ علی(علیه السلام) وشیعته خیر البریّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma