کتبة صحائف الأعمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
لا داعی للغرورسورة الإنفطار / الآیة 13 ـ 19

لم تکن الآیات المبحوثة الدلیل الوحید على وجود المراقبین لأعمال الإنسان، والکاتبین لها بخیرها وشرّها، بل ثمّة آیات کثیرة وروایات عدیدة تناولت ذلک... ومن جملة ما ورد من الأحادیث بهذا الشأن:

سؤال عبد اللّه بن موسى بن جعفر(علیه السلام) لأبیه عن الملکین... هل یعلمان بالذنب إذا أراد العبد أنْ یفعله، أو الحسنة؟

فقال الإمام(علیه السلام): «ریح الکنیف وریح الطیب سواء؟».

قال: لا.

قال: «إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نَفسه طیّب الریح، فیقول صاحب الیمین لصاحب الشمال: قم فإنّه قد همّ بالحسنة، فإذا فعلها کان لسانه قلمه وریقه مداده، فأثبتها له، وإذا همّ بالسیئة خرج نَفَسه منتن الریح، فیقول صاحب الشمال لصاحب الیمین، قف فإنّه قد همّ بالسیئة، فإذا هو فعلها کان لسانه قلمه وریقه مداده، وأثبتها علیه»(1).

فالروایة تبیّن ما للنیّة من أثر على کامل وجود الإنسان، وأنّ الملائکة یسجلون ما وقع من فعل من الإنسان ولکنّهم مطلعین على فعل الواقع قبل وقوعه، وعلیه فتسجیلهم لأعمال الإنسان دقیق جدّاً، ولا یفوتهم شیئاً إلاّ وکتبوه فی صحیفته.

والروایة أیضاً، تأتی فی سیاق الحدیث النبوی الشریف: «إنّما الأعمال بالنیات»(2)للتأکید على ما لنیّة الإنسان من أثر على فعله الحسن أو السیء.

وتبیّن أیضاً، بأنّ وسائل الکتابة هی جوارح الإنسان الناوی للفعل، فلسانه القلم وریقه المداد!

وثمّة روایات تؤکّد على أنّ الملائکة مأمورة بتسجیل النوایا الحسنة دون النوایا السیئة، ومنها: «إنّ تبارک وتعالى جعل لآدم فی ذریته مَن هَمَّ بحسنة ولم ویعملها کتبت له حسنة، ومَنْ هَمَّ بحسنة وعملها کتبت له بها عشراً، ومَن هَمَّ بسیئة ولم یعملها لم تکتب له، ومَن هَمَّ بها وعملها کتبت علیه سیئة».(3)

فالروایة تبیّن منتهى اللطف الرّبانی والفضل الإلهی على الإنسان، وتحث الإنسان على الأعمال الصالحة.. فنیّته السیئة لا تسجل علیه، وفعله السیء یکتب علیه وفق موازین العدل، فی حین أنّ نیّته الحسنة وفعله الحسن یسجلان له وفق اللطف والتفضل الإلهی...

وروی عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)، أنّه قال: «یهمُّ العبد بالحسنة فیعملها، فإنْ هو لم یعملها کتب اللّه له حسنة بحسن نیّته، وإنْ هو عملها کتب اللّه له عشراً، ویهمُّ بالسیئة أنْ یعملها، فإن لم یعملها لم یکتب علیه شیء وإنْ عملها اُجّل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السیئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أنْ یتبعها بحسنة تمحوها، فإن اللّه عزّوجلّ یقول: (إنّ الحسنات یذهبن السیئات)، أو الإستغفار فإنّ هو قال: استغفر اللّه الذی لا إله إلاّ هو، عالم الغیب والشهادة، العزیز الحکیم، الغفور الرحیم، ذو الجلال والإکرام وأتوب إلیه، لم یکتب علیه شیء، وإنْ مضت سبع ساعات ولم یتبعها بحسنة أو استغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السیئات: اُکتب على الشقی المحروم»(4).

وروی عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّ المؤمنَیْن إذا أقبلا على المساءلة قالت الملائکة بعضها لبعض: تنحوا عنهما فإنّ لهما سرّاً وقد ستر اللّه علیهما»!(5)

وفی خطبة لأمیر المؤمنین(علیه السلام)، قال فیها بعد أنْ دعى الناس فیها لتقوى اللّه: «اعلموا عباد اللّه، إنّ علیکم رصداً من أنفسکم، وعیوناً من جوارحکم، وحفّاظ صدق یحفظون أعمالکم، وعدد أنفاسکم، لا تسترکم منهم ظلمة لیل داج ولا یکنّکم منهم باب ذو رتاج «أی إحکام)، وإنّ غداً من الیوم قریب»(6).


1. أصول الکافی، ج 2، ص 429، باب «من یهمّ بالحسنة أو السیئة»، ح 3.
2. وسائل الشیعة، ج 6، ص 5.
3. أصول الکافی ج 2، ص 429، باب (من یهم بالحسنة أو السیّئة، ح 1 و2).
4. أصول الکافی، ج 2، ص 429، باب (من یهمّ بالحسنة أو السیئة، ح 4).
5. المصدر السابق، ص 184، ح 2; و تفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 110.
6. نهج البلاغة، الخطبة 157.
لا داعی للغرورسورة الإنفطار / الآیة 13 ـ 19
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma