عندما یحلّ الحدث المروع!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
سورة الإنفطار / الآیة 1 ـ 5 ما یخلفه الإنسان بعد موته

تقدّم لنا الآیات (مرّة اُخرى) مشاهداً مروعة من یوم القیامة، فتخبر عن تفطّر السماء من هول الکارثة: (إذا السماء انفطرت).

ثمّ تنتقل إلى ما سیصیب الکواکب ونظامها: (وإذا الکواکب انتثرت).

فسینهدم العالم العلوی، وستحدث الإنفجارات العظیمة المهیبة فی کلِّ النجوم السماویة، وسیتخلخل نظام المنظومات الشمسیة، فتخرج النجوم من مساراتها لتصطدم الواحدة بالاُخرى وتتلاشى... فینتهی عمر العالم، ویتناثر کلُّ شیء لیُبنى على أنقاضه عالم جدید آخر.

«انفطرت»: من (الإنفطار)، بمعنى الإنشقاق، وقد ورد التعبیر فی آیات اُخرى کالآیة الاُولى من سورة الإنشقاق: (إذا السماء انشقت)، والآیة 18 من سورة المزمل: (السماء منفطر به).

«انتثرت»: من (النثر) على وزن (نصر)، بمعنى نشر الشیء وتفریقه، و«الإنتثار»: هو الإنتشار والتفرق. وباعتبار أنّ انتشار النجوم یؤدّی إلى تفرقها فی السماء (کحبات العقد المنفرط) فقد فسّرها الکثیر من المفسّرین بـ (سقوط النجوم)، وهو من لوازم معنى الإنتثار.

«الکواکب»: جمع (کوکب)، وله معان کثیرة، منها: النجوم بشکل عام، والزهرة بشکل خاص، النبت إذا طال، البیاض الذی یظهر فی سواد العین، لمعان الحدید: بریقه وتوقده

و«غلام کوکب»: ممتلیء إذا ترعرع وحسن وجهه، وکوکب کلّ شیء: معظمه، مثل کوکب العشب وکوکب السماء وکوکب الشمس.

والکوکب أیضاً: الماء، السیف، سید القوم... الخ.

وعلى ما یبدو أنّ المعنى الحقیقی هو (النجم المتلألیء)، وما دون ذلک معان مجازیة استعملت لعلاقة المشابهة.

ولکن، ما هی العوامل التی ستؤدّی بالکواکب إلى التناثر والتفرق فی الفضاء مع فقدانها لنظامها الذی یحکمها؟

هل بسبب فقدان التعادل الموجود فی الجاذبیة فیما بینها، أم ثمّة قوّة هائلة ستفعل ذلک، أم بسبب التوسع المستمر الحاصل فی العالم ـ کما یقول ذلک العلم الحدیث؟...

لا یستطیع أیِّ أحد أنْ یتکهن السبب بدّقة... وکلُّ ما نعلمه أنّ هذه الاُمور تهدف إلى تعریف الإنسان بما سیحدث بالمستقبل الآت، وتدعوه لخلاص نفسه من أهوالها، وهو الکائن الضعیف وسط تلک الحوادث الجسام!

فالآیات تحذر الإنسان من أن یتخذ العالم الفانی هدفاً لوجوده، فیتصوره محل خلوده، لأنّ ذلک سیؤول إلى تلوث قلب الإنسان (شاء أم أبى)، وما ینتج عن التلوث سوى الذنوب المؤدّیة إلى عذاب الجحیم...

وینتقل البیان القرآنی من السماء إلى الأرض، فیقول: (وإذا البحار فجّرت) أی اتصلت.

مع أنّ البحار متصلة فیما بینها قبل حلول ذلک الیوم (ما عدا البحیرات)، لکنّ اتصالها سیکون بشکل آخر، حیث ستفیض جمیعها وتتمزق حدودها وتصیر بحراً واحداً لتشمل کلّ الأرض، بسبب الزلازل المرعبة وتحطم الجبال وسقوطها فی البحار... هذا أحد تفاسیر الآیة السادسة من سورة التکویر (الآنفة الذکر) (وإذا البحار سجّرت).

وثمّة احتمال آخر بخصوص الآیة المبحوثة والآیة 6 من سورة التکویر، یقول: یراد بـ «فجّرت» و«سجّرت» الإنفجار والإحتراق، لأنّ میاه البحار والمحیطات ستتحول إلى قطعة من نار لاهب.

وکما أشرنا سابقاً، فالماء یتکون من عنصرین شدیدی الإشتعال (الأوکسجین والهیدروجین) فلو تحلل الماء إلى عنصریه فسیکفیه شرارة صغیرة لجعله قطعة ملتهبة من النیران.

وتتناول الآیة التالیة عرضاً لمرحلة القیامة الثانیة، مرحلة تجدید الحیاة وإحیاء الموتى، فتقول: (إذا القبور بعثرت)... واُخرج الموتى للحساب.

«بعثرت»: قلب ترابها وأثیر ما فیها.

واحتمل (الراغب) فی مفرداته: إنّ «بعثرت» تکونت من کلمتین، (بعث) و(اُثیرت)، فجاء المعنى منهما، کقولنا: «بسملة» من «بسم» ولفظ الجلالة «اللّه».

وعلى آیّة حال، فإننا نرى شبیه هذا المعنى قد ورد فی سورة الزلزال: (وأخرجت الأرض أثقاله) أی الأموات (بناءً على المشهور من تفاسیرها)، وفی الآیتین 13 و14 من سورة النّازعات: (فإنّما هی زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة).

وتوضح الآیات إنّ إحیاء الموتى وإخراجهم من القبور سیکون مفاجئاً وسریعاً.

وبعد ذکر کلّ تلک العلائم لما قبل البعث ولما بعده، تأتی النتیجة القاطعة: (علمت نفس ما قدّمت وأخّرت).

نعم، فستتجلى حقائق الوجود، وسیصیر کلّ شیء بارز إنّه «یوم البروز» وسیرى الإنسان کلّ أعماله محضرة بخیرها وشرّها، لأنّه یوم إزالة الحجب، ورفع مبررات الغرور والغفلة، وعندها... سیعلم الإنسان ما قدّم لآخرته، وما ترک بعده من آثار حسنها وسیئها، مثل: الصدقة الجاریة، فعل الخیر، عمارة الأبنیة، الکتب التی ألفها، ما سنّ من السنن... فإن کان ما خلّفه خالصاً للّه فسینال حسناته، وإنْ کانت نیّتة فی أفعاله غیر خالصة للّه.فسیلاقی لتبعات أعماله.

وهذه نماذج من الأعمال التی ستصل نتائجها إلى الإنسان بعد الموت، وهو: المراد من «وأخّرت».

صحیح أنّ الإنسان یعلم بما عمل فی دنیاه بصورة إجمالیة، لکنّ حبّ الذات والإشتغال بالشهوات والنسیان غالباً ما ینسیه ما قدّمت یداه، فیتغافل عن النظر إلى ما بدر منه، أمّا فی ذلک الیوم الذی سیتحول ویتغیر فیه کلّ شیء حتى روح الإنسان فسیلتفت إلى ما قام به من عمل بکلّ دقّة وتفصیل، کما تشیر إلى ذلک الآیة 30 من سورة آل عمران: (یوم یجد کلّ نفس ما عملت من خیر محضراً وما عملت من سوء)، فکلٌّ سیرى کلَّ أعماله حاضرة مجسمة أمام عینه.

وقیل: «ما قدّمت»، إشارة إلى أعمال أوّل عمر الإنسان، و«أخّرت»، إشارة إلى أعمال آخر عمره.

ویبدو أنّ التّفسیر الأوّل أنسب من جمیع الجهات.

ویراد بـ «نفس» الواردة بالآیة، کلُّ نفسِ إنسانیة.

سورة الإنفطار / الآیة 1 ـ 5 ما یخلفه الإنسان بعد موته
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma