عتاب ربّانی!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 15
سبب النّزولسورة عبس / الآیة 11 ـ 23

بعد أن تحدثنا حول شأن نزول الآیات، ننتقل إلى تفسیرها:

یقول القرآن أولاً: (عبس وتولّى).

لماذا؟: (أن جاءه الأعمى).

(وما یدریک لعله یزّکّى)، ویطلب الإیمان والتقوى والتزکیة.

(أو یذکر فتنفعه الذکرى)، فإن لم یحصل على التقوى،فلا أقل من أن یتذکر ویستیقظ من الغفلة، فینفعه ذلک(1).

ویستمر العتاب...: (أمّا من استغنى)، مَنْ اعتبر نفسه غنیاً ولا یحتاج لأحد.

(فأنت له تصدّى)، تتوجّه إلیه، وتسعى فی هدایته، فی حین أنّه مغرور لما أصابه من الثروة، والغرور یولّد الطغیان والتکبر، کما أشارت لهذا الآیتان 6 و7 من سورة العلق:

(...إنّ الإنسان لیطغى * أن رآه استغنى).(2)

(وما علیک ألاّ یزّکّى)، أی فی حین لو لم یسلک سبیل التقوى والإیمان، فلیس علیک شیء.

فوظیفتک البلاغ، سواء آمن السامع أم لم یؤمن، ولیس لک أن تهمل الأعمى الذی یطلب الحقّ، وإن کان هدفک أوسع ویشمل هدایة کلّ اُولئک الأغنیاء المترفین أیضاً.

ویأتی العتاب مرّة اُخرى تأکیداً: (وأمّا مَنْ جاءک یسعى)، فی طلب الهدایة...

(وهو یخشى)(3)، فخشیته من اللّه هی التی دفعته للوصول إلیک، کی یستمع إلى الحقائق لیزکّی نفسه فیها، ویعمل على مقتضاها.

(فأنت عنه تلهى)(4).

ویشیر التعبیر بـ «أنت» إلى أنّ التغافل عن طالبی الحقیقة، ومهما کان یسیراً، فهو لیس من شأن من مثلک، وإن کان هدفک هدایة الآخرین، فبلحاظ الأولویات، فإنّ المستضعف الطاهر القلب والمتوجه بکلّه إلى الحقّ، هو أولى من کلّ ذلک الجمع المشرک.

وعلى أیّة حال: فالعتاب سواء کان موجه إلى النبیّ(صلى الله علیه وآله) أو إلى غیره، فقد جاء لیکشف عن اهتمام الإسلام أو القرآن بطالبی الحق، والمستضعفین منهم بالذات.

وعلى العکس من ذلک حدّة وصرامة موقف الإسلام والقرآن من الأثریاء المغرورین إلى درجة أنّ اللّه لا یرضى بإیذاء رجل مؤمن مستضعف لغرض هدایتهم.

وعلّة ذلک، إنّ الطبقة المحرومة من الناس تمثل السند المخلص للإسلام دائماً... الأتباع الأوفیاء لأئمّة دین الحق، المجاهدین الصابرین فی میدان القتال والشهادة، کما تشیر إلى هذا المعنى رسالة أمیر المؤمنین(علیه السلام) لمالک الأشتر: «وإنّما عماد الدین وجماع المسلمین والعدّة للأعداء العامّة من الاُمّة، فلیکن صفوک لهم ومیلک معهم»(5).


1. والفرق بین هذه الآیة والتی قبلها، هو أنّ الحدیث قد جرى حول التزکیة والتقوى الکاملة، فی حین أنّ الحدیث فی الآیة المبحوثة یتناول تأثیر التذکر الإجمالی، وإن لم یصل إلى مقام التقوى الکاملة، وستکون النتیجة استفادة الأعمى المستهدی من التذکیر، سواء کانت الفائدة تامّة أم مختصرة.
وقیل: إنّ الفرق بین الآیتین، هو أنّ الاُولى تشیر إلى التطهیر من المعاصی، والثانیة تشیر إلى کسب الطاعات وإطاعة أمر اللّه عزّوجلّ.
والأوّل یبدو أقرب للصحة.
2. یقول الراغب فی مفرداته: (غنى واستغنى وتغنى وتغانى) بمعنى واحد، ویقول فی (تصدّى): إنّها من (الصدى)، أی الصوت الراجع من الجبل.
3. یراد بالخشیة هنا: الخوف من اللّه تعالى، الذی یدفع الإنسان لیتحقق بعمق وصولاً لمعرفته جلّ اسمه، وکما یعبر المتکلمون عنه بـ... وجوب معرفة اللّه بدلیل دفع الضرر المحتمل.
واحتمل الفخر الرازی: یقصد بالخشیة، الخوف من الکفّار، أو الخوف من السقوط على الأرض لفقدانه البصر. وهذا بعید جدّاً.
4.«التلهی» من (اللهو)، ویأتی هنا بمعنى الغفلة عنه والإستغفال بغیره، لیقف فی قبال «التصّدی».
5. نهج البلاغة، الرسالة 53.
سبب النّزولسورة عبس / الآیة 11 ـ 23
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma