ویبقى، بعد کلّ ما تقدم، سؤالان:
الأوّل: ما سبب مجیء «النازعات» و«الناشطات» بصیغة المؤنث؟
الثّانی: کان القسم فی الآیات الثلاثة الاُولى بـ «الواو»، وفی الآیتین الرابعة والخامسة استعملت «الفاء» عوضاً عن «الواو».. فهل هی للعطف أم للتفریع؟
الجواب الأوّل: «النازعات» جمع (نازعة)، وهی الطائفة أو المجموعة من الملائکة التی تعمل على تنفیذ ما اُمرت به، وکذا الحال بالنسبة لـ «الناشطات» وبقیة صیغ الجمع الاُخرى... وبما أنّ (الطائفة) مؤنث لفظی، فقد جاء الجمع بصیغة المؤنث السالم.
الجواب الثّانی: یمکننا القول: أنّ التسابق الحاصل هو نتیجة الحرکة السریعة المقصودة فی «السابحات»، وتدبیر الاُمور نتیجة لمجموع هذه الحرکة.
وآخر ما ینبغی قوله فی هذا المجال: إنّ القسم الوارد فی الآیات الخمسة الاُولى من السورة، إنّما هو قسم على أمر محذوف (وهو جواب القسم)، ولکنّ قرینة المقام وما تشیر إلیه الآیات التالیة یبیّن البعث والحشر والقیامة، وحتمیة تحققها، فیکون التقدیر لجواب القسم: (لتبعثن یوم القیامة ولتحشرنّ ولتحاسبن).