هذه السّورة هی فی الواقع سورة تهذیب النفس، وتطهیر القلوب من الأدران، ومعانیها تدور حول هذا الهدف، وفی مقدمتها قَسم بأحد عشر مظهراً من مظاهر الخلیقة وبذات الباری سبحانه، من أجل التأکید على أن فلاح الإنسان یتوقف على تزکیة نفسه، والسّورة فیها من القَسم ما لم یجتمع فی سورة اُخرى.
وفی المقطع الأخیر من السّورة ذکر لقوم «ثمود» باعتبارهم نموذجاً من أقوام طغت وتمردت، وانحدرت ـ بسبب ترک تزکیة نفسها ـ إلى هاویة الشقاء الأبدی، والعقاب الإلهی الشدید.
وهذه السّورة القصیرة ـ فی الواقع ـ تکشف عن مسألة مصیریة هامّة من مسائل البشریة، وتبیّن نظام القیم فی الإسلام بالنسبة إلى أفراد البشر.