المعروف أنّ هذه السّورة مکّیة، واحتمل بعضهم أنّها مدنیة. ویشهد على مکّیتها لحنها ومقاطعها القصیرة.
شمولیة هذه السّورة تبلغ درجة حدت ببعض المفسّرین إلى أن یرى فیها خلاصة کل مفاهیم القرآن وأهدافه، بعبارة اُخرى: هذه السّورة ـ رغم قصرها ـ تقدم المنهج الجامع والکامل لسعادة الإنسان.
تبدأ السّورة من قسم عمیق المحتوى بالعصر. وسیأتی تفسیره. ثمّ تتحدث عن خسران کلّ أبناء البشر خسراناً قائماً فی طبیعة حیاتهم التدریجیة، ثمّ تستثنی مجموعة واحدة من هذا الأصل العام، وهی التی لها منهج ذو أربع مواد:
الإیمان، والعمل الصالح، والتواصی بالحق، والتواصی بالصبر، وهذه الاُصول الأربعة هی فی الواقع المنهج العقائدی والعملی الفردی والاجتماعی للإسلام.