الإستعلاء والتکبر على الآخرین بلاء عظیم یصیب الإنسان فیدفعه إلى ارتکاب أنواع المعاصی، الغفلة عن اللّه، والکفران بالنعم، والإنغماس فی الأهواء والشهوات، والإستهانة بالآخرین، والإستهزاء بالمؤمنین...کلّها من الآثار المشؤومة لهذه الصفة الدنیئة، الأفراد الذین یعانون من عقد النقص ما أن تتوفر لهم مکنة حتى یستفحل فیهم الکبر والغرور بحیث لا یقیمون للآخرین وزناً، ویؤدّی ذلک إلى انفصالهم عن المجتمع وانفصال المجتمع عنهم.
إنّهم یغرقون فی عالم وهمی، ویرون أنفسهم موجوداً متمیزاً، حتى یبلغ الأمر بهم أن یروا أنفسهم من المقربین إلى اللّه، وهذا یدفعهم إلى الاستهانة بأرواح الآخرین وأعراضهم وأموالهم، وینشغلون بالهمز واللمز، ویخالون أنّهم بالصاق العیب بالآخرین وذمهم یزیدون من عظمتهم وشخصیتهم.
وفی بعض الرّوایات شبه هؤلاء الأفراد بالعقرب اللاسعة، (وإذا کان لسع العقرب عن طبیعة فیها، فلسع هؤلاء عن حقد وضغینة).
وجاء فی حدیث عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) قال: «رأیت لیلة الإسراء قوماً یقطع اللحم من جنوبهم ثمّ یلقمونه، ویقال: کلوا ما کنتم تأکلون من لحم أخیکم، فقلت: یا جبرائیل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من اُمتک اللمازون»(1).
کما أشرنا من قبل، کان لنا وقفة أطول فی هذا المجال عند تفسیر سورة الحجرات.