تجسد الأعمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
الدّرس العاشر الجنّة والنّار وتجسد الأعمالمؤلّفات وآثار

یستفاد من کثیر من الآیات القرآنیة أنَّ أعمالنا یوم القیامة تتجسد حیّة فی صور مختلفة وتصاحبنا، وأنَّ واحداً من أنواع العقاب والثواب المهمة هو هذا التجسد نفسه. فالظلم یتجسد بصورة سحابة سوداء تحیط بالظالم، کما جاء فی حدیث شریف:

«الظّلم هو الظّلمات یوم القیامة».

وجاء فی القرآن الحکیم:

(إنَّ الّذِینَ یَأکُلُونَ أمْوَالَ الیَتَامَى ظُلْماً إنَّمَا یَأکُلُونَ فِی بُطُونِهِم ناراً وَسَیَصْلَونَ سَعِیْر).(1)

و (یَومَ تَرَى المُؤمِنینَ وَالمُؤمِنَاتِ یَسْعَى نُورُهُم بَینَ أیْدِیِهِم...).(2)

و (الّذِینَ یَأکُلُونَ الرِّبَا لایَقُومُونَ إلاّ کَمَا یَقُومُ الّذی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ المَسِّ...).(3)

و (وَلایَحْسَبَنَّ الّذِینَ یَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَیْراً لَهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُم سَیُطَّوقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَومَ القِیَامَةِ...).(4)

وهکذا سائر الأعمال الأخرى تتجسد بما یناسبها.

إنَّنا نعلم الیوم أنَّ العلم یقول:

المادة لاتفنی، وإنَّما هی تتغیر من مادة الى طاقة. فالافعال والاعمال التی لاتخرج عن هاتین الحالتین، تبقى خالدة أبداً.

إنَّ فی القرآن الکریم آیة صغیرة عن یوم القیامة تهزُّ الانسان هزاً:

(وَوَجَدوا ما عَمِلُوا حاضِر).(5)

والحقیقة أنَّ کل ما یصیبهم إنّما هو بسبب أعمالهم، ولذلک یضیف الى قوله:

(... وَلا یَظْلِمُ رَبُّکَ أحَد).(6)

وفی موضع آخر من القرآن نقرأ عن یوم القیامة:

(یَومَئِذ یَصْدُرُ النَّاسُ أشْتَاتاً لِیُرَوا أعْمَالَهُم فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَیْراً یَرَهُ وَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرّاً یَرَهُ).(7)

لاحظ أنَّ الکلام یدور حول «رؤیة» الاعمال.

إذا قلنا إنَّ أعمالنا فی هذه الدنیا، صغیرها وکبیرها وحسنها وسیئها ستبقى مخفوظة ولا تفنی، وستکون معنا یوم القیامة، فإنَّ ذلک لابدّ أنْ یکون انذاراً لنا جمیعاً لکی نتجنب الأعمال السیئة، ونعمل الصالحات أکثر.

من العجیب إنَّ هناک الیوم أجهزة قد اخترعوها تستطیع أنْ تجسد لنا جانباً من هذا الموضوع فی هذه الدنیا. یقول أحد العلماء المعاصرین:

«لقد أمکن استعادة الامواج الصوتیة التی صدرت قبل ألفی سنة من العمال المصریین الذین کانوا یشتغلون بعمل الفخار، بحیث یمکن سماعها، ففی الاجهزة الیدویة الخاصة بذلک. وفی اثناء صنعها انتقلت الامواج الصوتیة من أیدى العمال الى تلک الأوانی. والیوم استطاع العلماء أن یعیدوا الحیاة الى تلک الأمواج بحیث إنَّنا نسمعها بآذانن».

على أی حال إنَّ کثیراً من الاسئلة تدور حول مسألة المعاد والخلود وعقاب المسیئین وثواب المحسنین الواردة فی القرآن المجید، یمکن أنْ یجاب علیها بأخذ عملیة «تجسید الاعمال» بنظر الاعتبار، وذلک باعتبار أنْ کل عمل حسن أوسیء یترک أثره فی أرواحنا، وأنَّ ذلک الأثر باق معنا لایفارقنا.

فکّر وأجب:

1 ـ هل تشبه حیاة الانسان یوم القیام حیاته فی هذه الدنیا من جمیع النواحی؟

2 ـ هل نستطیع أن نفهم تماما فی هذه الدنیا ما فی یوم القیامة من ثواب وعقاب؟

3 ـ هل النعم فی الجنّة والعذاب فی النّار جسمانیة فقط؟

4 ـ ما المقصود بتجسد الاعمال؟ وما الادلة القرآنیة على ذلک؟

5 ـ کیف یجیب الاعتقاد بتجسد الاعمال عن الاسئلة التی تسال حول موضوع المعاد؟


(1) سورة النساء، الآیة 10.
(2) سورة الحدید، الآیة 12.
(3) سورة البقرة، الآیة 275.
(4) سورة آل عمران، الآیة 180.
(5) سورة الکهف، الآیة 49.
(6) سورة الکهف، الآیة 49.
(7) سورة الزلزلة، الآیة 6 ـ 8.

 

الدّرس العاشر الجنّة والنّار وتجسد الأعمالمؤلّفات وآثار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma