2 ـ ماهی العدالة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
لماذا اعتبر العدل، من بین سائر صفات الله، أصلاً من أصول الدّین؟1ـ الحسن والقبح العقلیان

للعدالة معان مختلفة:

أ ـ معنى العدالة العام والشامل هو کما قلنا: وضع الاُمور فی مواضعها. أی التوازن والتعادل. وهذا المعنى هو المهیمن على عالم الخلیقة برمته، على المنظومات الشمسیة، على الذّرة، على بناء کیان الانسان وجمیع الحیوان والنبات. وهذا هو المعنى الذی ورد فی الحدیث النّبوی الشریف:

«بِالعدلِ قامَتِ السَّمواتُ وَالأرضُ».

فمثلاً، لو اختل تعادل القوتین الجاذبة والدافعة فی الکرة الأرضیة، وزدات أحدها على الاخرى، لانجذبت الارض نحو الشمس واحترقت وتلاشت، أو لخرجت عن مدارها وتلاشت فی الفضاء الفسیح.

والعدالة هی أنَّک إنْ سقیت نبتة الورد والاشجار المثمرة فقد سکبت الماء فی موضعه، وهذا هو العدل بعینه، وإنْ أنت سقیت الاشواک والطفیلیات، فقد أرقت الماء، فی غیر موضعه، وهذا الظلم بعینه.

ب ـ وثمّة معنى آخر للعدل وهو «مراعاة حقوق الناس» ویقابله « الظلم» وهو الاستئثار بحقوق الآخرین، أو انتزاع حق شخص واعطائه لآخر لا حق له فیه، أی المحاباة، وهی اعطاء بعض حقّهم، ومنعه عن آخرین.

بدیهی أنَّ المعنى الثّانی «خاص» والمعنى الاول «عام»، وأنَّ کلا معنیی «العدل» یصدقان بحق الله، غیر أنَّ المعنى الثانی هوالمقصود فی بحثنا هذا غالباً.

معنى «عدل» الله هو أنه لایسلب أحداً حقّه، ولایأخذه من بعض لیعطیه لبعض آخر، فلا یحابی بین الاشخاص، فهو عادل بکل معانی الکلمة. ولسوف نتعرف على دلائل عدالته فی الدّرس القادم.

إنَّ الله منزّه عن «الظلم» سواء تمثل بأخذ حق أحد، أم إعطاء حق أحد لآخر، أم بالاجحاف والمحاباة.

إنَّه لن یعاقب من یعمل الصالحات، ولایثیب المسیء، ولایأخذ أحداً بذنب أحد، ولایحرق الاخضر بجرم الیابس أبداً.

وإذا کان جمیع أفراد مجتمع ما مذنبین، سوى شخص واحد، فإنَّ الله تعالى یستثنی حسابه الآخرین، ولا یحشره فی مصاف المذنبین.

أمّا مقولة «الاشاعرة» بأنَّ الله إذا أرسل الانبیاء الى الجحیم، والمذنبین الى الجنّة لایکون ظالماً، فهی مقولة جزاف، قبیحة، مخجلة ولا أساس لها، وإنَّ کل شخص لم یغلف عقله التعصب والخرافات یشهد بقبح هذا القول.

ج ـ الفرق بین «المساواة» و «العدالة»:

النقطة المهمة الإخرى التی لابدّ من الاشارة إلیها فی هذا البحث هی ما یجرى أحیاناً من الخلط بین «المساواة» و «العدالة» على اعتبار أنَّ العدالة هی تطبیق المساواة، ولیس کذلک.

المساواة لیست شرطاً من شروط العدالة، بل العدالة هی إعطاء کل حق لمستحقه وأخذ الاولویات بنظر الاعتبار.

فالعدالة بین تلامیذ صف واحد، مثلاً، لیست فی منح جمیعهم درجات متساویة، ولیست العدالة بین العمال فی اعطائهما اُجوراً متساویة. بل العدالة هی أنَّ ینال کلّ تلمیذ الدّرجة التی تستحقها معلوماته ولیاقته العلمیة، وأنَّ ینال کل عامل اُجرته بحسب أهمیة العمل الذی یؤدیه.

والعدالة فی عالم الطبیعة تدخل ضمن هذا المعنى الواسع، فلو أنَّ قلب حوت (البالن) الذی یزن طناً واحداً قد ساوى قلب عصفور یلایکاد یزن أکثر من بضعة غرامات، ماکان ذلک عد، ولو تساوت جذور شجرة ضخمة مع جذور نبتة صغیرة لماکان ذلک عدلاً، بل لکان ظلماً فاضحاً.

فالعدالة، اذن، هی أن ینال کل کائن نصیبه بموجب استحقاقه واستعداده ولیاقته.

فکّر وأجب

1 ـ یلماذا اعتبرت العدالة، من بین سائر صفات الله، أص من أصول الدّین؟

2 ـ من هم الأشاعرة؟ ماذا تعرف عن معتقداتهم؟

3 ـ ما هی تأثیرات الاعتقاد بالعدل الالهی على المجتمع الانسانی؟

4 ـ ما هی معانی العدالة؟ اشرحها.

5 ـ هل العدالة تعنی المساواة؟

 

لماذا اعتبر العدل، من بین سائر صفات الله، أصلاً من أصول الدّین؟1ـ الحسن والقبح العقلیان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma