الدّرس الرّابع جواب سؤال مهم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
طریق من الدّاخلالدّرس الخامس قصّة واقعیة

السؤال:

تقدّم فی الدّرس السّابق کیف أنَّنا نسمع نداء التوحید و عبادة الله دائماً من أعماقنا، و إنَّ هذا النداء یقوى و یشتد عند مواجهة المشکلات و الصعاب، فنتذکر الله دون اختیار و نستعین بلطفه اللامحدود و محبّته الشاملة اللانهائیین.

هنا قد یسأل سائل: إنَّ هذا الاحساس الدّاخلی الذی نصفه بأنه فطری، ألایحتمل أنْ یکون من إفرازات المحیط الاجتماعی وتلقینات الأبوین والمعلمین فی البیت والمدرسة حتى أضحى عادة مألوفة؟

الجواب:

جواب هذا السّؤال یتبین بوضوح بالانتباه الى مقدمة قصیرة. إنَّ العادات و الرّسوم اُمور طارئة متغیرة و غیر ثابتة. أی إنَّنا لایمکن أنْ نعثر على عادة من العادات ظلت ساریة بین البشر على إمتداد التاریخ. إنَّ العادة السائدة الیوم قد تتغیر غداً، کما أن عادات قوم و رسومهم قد لاتکون کذلک بین أقوام آخرین.

و بناء على ذلک، إذا رأینا أمراً موجوداً عند کل الاقوام و الملل و فی کل عصر وزمان، بدون  استثناء، أدرکنا أنّه لابدّ أنْ تکون له جذور فطریة و أنَّه داخل ضمن تکوینالانسان و نسیجه.

من ذلک تعلق الاُمّ بولیدها، فلا یمکن أنْ یکون هذا الدّافع نتیجة الإیحاء والتلقین ولا عادة من العادات، لأنّنا لا یمکن أنْ نعثر بین قوم من الاقوام أو شعب من الشعوب فی أی عصر وزمان على اُمّ تجفو ولیدها وترفضه.

بدیهی أنّ هناک استثناءات شاذة نجد فیها اُمّاً تقضی على ولیدها بسبب بعض الامراض النّفسانیة، أو نرى أباً من العصر الجاهلی یئد إبنته متأثراً بمعتقدات خرافیة خاطئة. ولکن هذه حالات نادرة سریعة الزّوال، انقرضت من بین الناس و عادت الحالة الى وضعها الطبیعی من حبّ الابوین لاطفالهما.

بعد هذه المقدّمة نلقی نظرة على قضیة عبادة الله بین اُناس هذا العصر واُناس الماضی:

(بالنظر لکون هدا الدّرس على شیء من التعقید فیرجى ملاحظة ذلک.)

1 ـ یؤکد علماء علم الاجتماع و المؤرخون المشهورون أنَّ البشریة لم یمرّ بها زمان لیس لها ضرب من الدین أو الایمان بشیء، فقد کان الدّین موجوداً فی کل عصر وزمان. وهذا دلیل بیّن على أنَّ عبادة الله تنبع من فطرة الانسان و ضمیره، ولا دخل للتلقین و الرسوم و العادات فیها، إذ لو کان لها أی أثر فی إیجاد الدین لما کان عامّاً ولا خالداً.

هنالک قرائن تدل على أنَّ انسان ماقبل التاریخ کان یدین بنوع من الدّین (عصور ماقبل التاریخ تطلق على الازمنة التی مرّت على الانسان قبل اختراع الکتابة، یوم لم یستطع أنْ یترک وراءه کتابات تدلّ علیه).

بدیهی أنَّ الانسان القدیم البدائی لم یکن قادراً على تصور الله وجوداً فوق الطبیعة، لذلک کان یبحث عنه بین الکائنات الطبیعیة، وراح یصطنعلنفسه آلهة أصناماً من بین الکائنات الطبیعیة، ولکن الانسان بتقدمه الفکری استطاع بالتدریج أنْ یعثر على الحق، و أنْ یشیح بوجهه عن الاصنام و هی أشیاء مادیة، لیتوجه الى ماوراء هذا العالم المادی و یتعرف على قدرة الله العظیمة.

2 ـ یصرح بعض علماء النفس بأنَّ لروح الانسان أبعاداً أربعة أو دوافع أربعة:

الف ـ دافع المعرفة: وهو الذی یحث الانسان على طلب العلم و

 

یثیر فی النفس التعطش الى التعلم، سواء کان ذلک ذا نفع مادی له، أم لم یکن.

ب ـ دافع الصّلاح: و هو مصدر الاخلاق الانسانیة الصالحة فی البشر.

ج ـ دافع الجمال: و هو منشأ ظهور الشعر و الادب والفن بمعانیها الحقیقیة.

د ـ الدافع الدّینی: و هو الذى یدعو الانسان الى معرفة الله وإطاعة أوامره. و على هذا فإنَّ الحس الدینی ذو جذور أصلیة فی الانسان، أی أنه لم یفارقه لحظة ولن یفارقه أبداً.

3 ـ سوف نلاحض فی البحوث القادمة ان معظم المادیین و الملحدین یعترفون بشکل ما بوجود الله، على الرغم من أنّهم یمتنعون عن ذکر اسمه الصریح، و إنّما یطلقون علیه اسم الطبیعة أو أسماء اُخرى، ولکنّهم یعزون الى الطبیعة صفات أشبه بصفات الله تعالى.

ییقولون مث: إذا کانت الطبیعة قد وهبت الانسان کلیتین فذلک لأنّها تعلم احتمال اصابة التلف أحداهما، فتقوم الاُخرى باداء وظیفتها الحیاتیة، و ما الى ذلک من الاقوال. فهل ینسجم هذا القول مع طبیعة عمیاء، أم ینسجم مع إله یتصف بعلم لانهایة له، و انْ اطلقوا علیه اسم الطبیعة؟ نستنتج ممّا مرّ بنا فی البحث الاُمور التّالیة:

حبّ الله کان فینا دائماً و سیکون فینا دائماً أیضاً.

الایمان بالله شعلة خالدة تدفىء قلب الانسان وروحه.

لکی نعرف الله لسنا مضطرین للسیر مسافات طویلة، بل علینا أنْ ننظر فی اعماقنا لنجد الایمان به هناک.

یقول القرآن الکریم:

(وَ نَحْنُ أقْرَبُ إلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِیْدِ).(1)

فکّر وأجب

1 ـ هات أمثلة على العادات، وأمثلة على الفطرة.

2 ـ لماذا کان الجهلاء یعبدون الاصنام؟

3 ـ لماذا یطلق المادیون اسم «الطبیعة» على الله؟


(1) سورة ق، الآیة 16.

 

طریق من الدّاخلالدّرس الخامس قصّة واقعیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma