الصّیانة من الإثم والخط

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
العلاقة بین التّوحید والنّبوّةالعصمة مدعاة للفخر

لابدّ لکلّ نبیّ أنْ یکون موضع ثقة عموم الناس قبل کل شیء بحیث لایجدون فی کلامه أی احتمال للکذب والخطأ والتناقض. إذ أنَّ مرکزه سوف یتزلزل فی غیر هذه الحالة.

إذا لم یکن الانبیاء معصومین فإنَّ المتذرعین سوف یحتجون لعدم ایمانهم بامکانیة خطأ الانبیاء ، کما أنَّ الباحثین عن الحقیقة یتزعزع إیمانهم بصحّة محتوى دعوتهم، فیرفض الطرفان رسالاتهم، أو أنّّهم فی الأقل، لایکون تقبلهم لها مصحوباً بحرارة الثقة والایمان.

هذا الدلیل ـ الذى یسمى «دلیل الاعتماد» ـ یعتبر من أهم أدلة عصمة الانبیاء.

وبتعبیر آخر: کیف یمکن أنْ یأمر الله الناس أنْ یطیعوا شخصاً غیر ملتزم ومعرض للخطأ ولارتکاب المعاصی؟ لانهم إنْ أطاعوه فقد تابعوا الخطأ والأثم، وان لم یطیعوه فقد نسفوا مقامه کقائد، خاصة أنَّ مرکز قیادة الانبیاء یختلف تماماً عن القیادات الاُخرى، لأنَّ الناس یستقون منهم جمیع عقائدهم وبرامج سلوکهم.

ولهذا نجد کبار المفسرین عندما یصلون الى هذه الآیة:

(اطِیْعُوا اللهَ وَاطِیْعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الأمْرِ مِنْکُم).(1)

یقولون أنَّ الامر بالاطاعة المطلقة دلیل على أنَّ النّبی معصوم واولی الامر معصومون أیضاً. وأولوا الامر هم الائمّة المعصومون(علیهم السلام) مثل عصمة رسول الله(صلى الله علیه وآله)، وإلاّ لما أمر الله باطاعتهم طاعة مطلقة أبداً.

الطریق الآخر لاثبات معصومیة الانبیاء من کل إثم هو أنَّ «عوامل إرتکاب الاثم فی نفوس الانبیاء محکوم علیها بالهزیمة».

إنَّنا إذا راجعنا أنفسنا نجد أنَّنا نکاد نکون معصومین من ارتکاب بعض الاعمال السیئة أو القبیحة، لاحظ المثال التالی:

هل تستطیع انْ تعثر على انسان عاقل یفکر فی أکل جمرة، أو قاذورات؟

هل هناک انسان عاقل یخرج عاریاً تماماً لیسیر فی الطرقات؟

طبعاً لا، واذا صدر هذا عن شخص لقلنا فوراً أنه خارج عن حالته الطبیعیة وأنَّه مصاب ببعض الامراض النفسیة، وإلاّ فانَّ من المستحیل أنْ یقدم انسان مالک لقواه العقلیة الکاملة على ذلک.

عندما نحلل أمثال هذه الاعمال نلاحظ أنَّ قبح هذه الاعمال على درجة من الوضوح فی أذهاننا بحیث لایوجد عاقل یرتکبها.

هنا نستطیع بجملة مکثفة أنْ نجسد هذه الحقیقة، فنقول: إنَّ کل عاقل سلیم «مصون» من ارتکاب بعض الاعمال القبیحة. و بعبارة اُخرى، أنَّه «معصوم» منها.

ثم نخطو خطوة اُخرى فنقول: هناک أشخاص معصومون من إرتکاب بعض الاعمال غیر اللائقة التی لایجد الناس العادیون حرجاً فی ارتکابها.

یفمث، هذا الطبیب العارف بأنواع المیکروبات لایمکن أنْ یقبل الشرب من الماء الملوث الناتج عن غسل ملابس المرضى المصابین بمختلف الامراض الفتاکة، فی الوقت الذی لایجد شخص جاهل اُمّی مانعاً من شربه.

وبتحلیل بسیط نستنتج أنَّه کلما کان وعی المرء بالنسبة لموضوع ما أعمق، کانت «عصمته» ازاء ما ینافی ذلک أکبر.

والآن، بالاستمرار فی هذه المعادلة، نقول: إذا کان «ایمان» شخص و «وعیه» وثقته بالله وبمحکمته العادلة من العمق بحیث أنَّه یکاد یراها متجسدة أمام عینیه و شاخصة امامه، فانَّه یکون دون ریب مصوناً من ارتکاب أی ذنب، ویرى الاعمال القبیحة کما یرى العاقل الخروج الى الشارع عاریاً قبیحاً.

إنَّ المال الحرام فی نظر هذا الشخص أشبه بالجمر الملتهب فکما إنَّنا لانضعه فی فمنا، فهو کذلک لایضع المال الحرام فی فمه.

نستنتج من جماع هذا الکلام أنَّ الانبیاء(علیهم السلام) ـ بما وهبهم الله من علم ووعی وایمان خارق للعادة ـ یستطیعون أنْ یخمدوا صوت کل دافع للعصیان بحیث أنَّ أقوى المغریات لارتکاب الآثام لاتسطیع أنْ تغلب عقولهم وتضعف ایمانهم. وهذا هو معنى قولنا أنَّ الانبیاء(علیهم السلام) معصومون من کل إثم.


(1) سورة النساء، الآیة 59.

 

العلاقة بین التّوحید والنّبوّةالعصمة مدعاة للفخر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma