الدّرس الثّامن عالم عجیب فی طائر صغیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
الطّبیعة غیر العاقلة کیف تخلق العقل؟الـدّرس التّاسع صدیقان حمیمان قدیمان

نرید فی هذا الدّرس أنْ نخرج من مملکة جسم الانسان الواسعة، التی لم نکتشف زقاقاً واحداً من مدنها السّبع بعد، لنلقی نظرة على هذه الزّاویة أوتلک لالتقاط بعض النماذج لنظام الکائنات العجیب.

نرمی ببصرنا فی لیلة ظلماء الى السماء فیتراءى لنا طائر غریب بین طیات سجف الظلام کشبح غامض یطیر جریئاً فی کل اتجاه بحثا عن طعام یتغذى به.

هذا الطائر هو «الخفاش» وکل ما فیه یدعو للدهشة والعجب. وأعجب مافیه هو طیرانه فی اللیل البهیم. إنَّ حرکة الخفاش السریعة فی ظلام اللیل بغیر أنْ یرتطم بأی حاجز من أعجب الاُمور التی تظهر فیه أسرار جدیدة کلّما تعمقنا فی کشف أسراره القدیمة.

ولا شک هذا أنَّ الطّائر الذی یمزق فی الظلام بسرعة ودقّة قد لا تدانیهما سرعة الحمامة فی رابعة النهار، لولا وجود وسیلة یدرک بها وجود الموانع فی مسیر طیرانه لصعب علیه الطیران بهذه السهولة.

لو أطلق الخفاش فی نفق مظلم کثیر الالتواءات والمنعطفات، وملوث بالسخام، لاستطاع انْ یتفادى جمیع المنعطفات بغیر أنْ یصطدم بأی منها أو أنْ تعلق به ذرة من السخام.

إن هذه الخاصیة العجیبة فی الخفاش نشأت من خاصیة أشبه بخاصیة الرّادار.

فلابدّ هنا من معرفة شیء عن جهاز الرّادار لکی ندرک وجوده فی هذا الحیوان الصغیر.

فی بحث «الصوت» من علم الفیزیاء نقرأ عن أمواج ما وراء الصوت، وهی أمواج أطوالها وتردداتها من الکثرة بحیث أنُّ أُذن الانسان لیست قادرة على سماعها، ولهذا السبب اطلق علیها اسم الامواج ما وراء الصوت. فعند انبعاث هذه الامواج من مصدر مرسل قوی، تنتشر الى جمیع الجهات، ولکنها ما أنْ تصطدم فی الجو بمانع أو حاجز، (مثل طائرات العدو أو أی مانع آخر) تعود، مثل الکرة التی تصطدم بجدار فترتد، أو مثل الصوت الذى نسمع صداه إذا أطلقناه بین الجبال أو امام جدار مرتفع وعلى مسافة معینة. إنَّ الفترة التی تمضیها هذه الامواج فی الارتداد تفید فی حساب بعد المانع أو الحاجز بصورة دقیقة.

کثیر من الطائرات والبواخر تهتدی الى طریقها بوساطة الرّادار،فتتجه الى حیث تشاء، کما أنَّها تستفید من أجهرة الرّادار لمعرفة مکان طائرات الاعداء وبواخرهم.

یقول العلماء أنَّ فی جسم هذا الطائر الصّغیر جهاز أشبه بجهاز الرّادار. والدّلیل على ذلک هو إنَّنا لو أطلقناه فی غرفة مظلمة ووضعنا فیها المایکروفون الخاص بتحویل الامواج فوق الصوتیة الى أمواج صوتیة قابلة للسمع، لامتلأت الغرفة بأصوات مؤذیة للسمع، ویمکن حساب عدد الامواج التی تصدر من الخفاش و هی تبلغ 30 الى 60 مرة فی الثانیة.

ولکن ترى أی جهاز فی الخفاش یصدر هذه الامواج؟ أی ما هما جهاز الارسال والاستقبال فی الخفاش؟

یقول العلماء فی الاجابة عن هذا السّؤال: إنَّ الخفاش یصدر هذه الامواج عن طریق أوتار حنجرته القویة ویخرجها من منخریه، واُذناه الکبیرتان هما جهاز الاستقبال عند ارتداد الامواج الیه.

فالخفاش إذن مدین فی جولانه اللیلة لاُذنیه. یقول عالم سوفیاتی اسمه (ژورین): إنَّ التجربة قد أثبتت أنَّه إذا قطعت اُذنا الخفاش لم یعد قادراً على تحاشی الارتطام بالموانع فی اللیل، بینما لایتاثر طیرانه اللیلی مطلقا إذا ازیلت عیناه، أی أنَّ الخفاش یرى باذنیه، لابعینیه. الیس هذا عجیباً؟!

فلنتصور الآن: من الذی أوجد هذین الجهازین العجیبین المحیرین فی جسم هذا الحیوان الصغیر الحقیر؟ وکیف علمه استخدامها والاستفادة منهما بحیث یستطیع أنْ یدرأ عن نفسه الکثیر من الاخطار التی تصادفه فی طیرانه اللیلی؟ أجل ترى من هو؟أتستطیع الطبیعة العمیاء التی لاعقل لها أنْ تقوم بمثل هذا العمل، فتخلق فی هذا الحیوان، بکل بساطة، هذین الجهازین اللذین یبذل علماء العالم مبالغ طائلة لصنعهما؟

یقول الامام علی(علیه السلام) فی نهجالبلاغة فی کلام له مسهب عن الخفاش وبدیع خلقه:

«... لا تَمْتَنِعُ مِنَ المُضِی فِیهِ لِغَسَقِ دُجُنَّتِهِ ... فَسُبحانَ البارِىء لِکُلِّ شَیء عَلَى غَیْرِ مِثَال ...».(1)

فکّر وأجب:

1 ـ أتعرف معلومات أکثر عن الخفاش؟

2 ـ أتعلم أنَّ اجنحة الخفاش وطریقة ولادة الانثى صغارها، بل وحتى طریقة نومه تختلف عن الحیوانات الاُخرى، وأنَّه طائر مختلف عن غیره تماماً؟


(1) الخطبة رقم 155.

 

الطّبیعة غیر العاقلة کیف تخلق العقل؟الـدّرس التّاسع صدیقان حمیمان قدیمان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma