الامام، کالنّبی، یحب أنْ یکون معصوماً، أی أنْ یکون مصوناً من کل «خط» و «إثم»، وإلاّ لم یسعه أنْ یکون قائداً ونموذجاً وقدوة وأسوة للناس یعتمدونه ویتبعونه.
لابدّ للامام من أنْ یستحوذ على قلوب الناس، فیأتمرون بأمره دون اعتراض. فمن کان ملوثاً بالإثم لایمکن أبداً أنْ یبلغ هذا المبلغ فی القلوب ولایکون موضع ثقة الناس واطمئنانهم.
ومن کان فی أعماله الیومیة عرضة للأخطاء والهفوات، کیف یمکن أنْ یوثق به فی إدارة أعمال المجتمع ویطمأن الى آرائه وتنفیذها بدون أی اعتراض؟
إذن، لاشک فی أنَّ النّبی یجب أن یکون معصوماً، وهذا الشرط لازم فی الإمام أیضاً، کما ذکرنا.
هذه المقولة یمکن اثباتها من طریق آخر أیضاً، وهی طریق «قاعدة اللطف» نفسها التی یستند الیها لزوم وجود النّبی والإمام، وذلک لأنَّ الهدف من وجود النبی والإمام لایتحقق بدون هذه العصمة فیهما، وما ذکرناه فی الدرس السابق عن الحکمة فی وجودهما یظل ناقصاً.