یعتقد جمیع علماء الاسلام أنَّ القرآن الکریم أعظم معجزات نبیّ الاسلام. إنَّ أفضلیة القرآن آتیة من کونه.
أوّلاً: معجزة عقلیة تتعامل مع أرواح الناس وأفکارهم.
وثانیاً: من کونه معجزة خالدة أبداً.
وثالثا: من کونه معجزة قد مضى علیها أکثر من أربعة عشر قرناً وهی تتحدی البشر کافة منادیة: إذا کنتم تزعمون أنَّ هذا الکتاب السماوی لیس من عند الله فأتوا بمثله. وقد جاء هذا التحدی مرّات عدیدة فی القرآن الکریم:
(قُلْ لَئِن اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أنْ یَأتُوا بِمِثْلِ هذا القُرآنِ لا یَأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَو کَانَ بَعْضُهُم لِبَعْض ظَهِیْر).(1)
وفی موضع آخر یقول:
(أمْ یَقُولُونَ افْتَریهُ قُلْ فَأتُوا بِعَشْرِ سُوَر مِثْلِهِ مُفْتَرَیَات وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِنْ دُونِ اللهِ إنْ کُنْتُم صادِقِینَ).(2)
ثمّ یضیف مباشرة قائلاً:
(فَإنْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَکُم فَاعْلَمُوا أنّما أنْزِلَ بِعِلْمِ اللّهِ).(3)
ثم یسهّل شروط التحدی فیقول:
(وَإنْ کُنْتُم فِی رَیْب مِمّا نَزَّلنَا عَلَى عَبْدِنا فَأتُوا بِسُورَة مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَکُم مِنْ دُونِ اللهِ إنْ کُنْتُم صادِقِینَ).(4)
وفی الآیة التالیة یقول:
(فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتّقُوا النَّارَ الّتی وَقُودُها النّاسُ وَالحِجَارَةُ اُعِدَّتْ لِلکافِرِینَ).(5)
إنَّ هذه التّحدیات المتتالیة لمواجهة المنکرین إنْ دلّت على شیء فانّما تدل على أنَّ أکثر استناد النّبی(صلى الله علیه وآله) کان على إعجاز القرآن، على الرّغم من أنَّه کانت له معجزات اُخرى أیضاً حسبما ورد فی کتب التاریخ.
وبما أنَّ القرآن الکریم هو المعجزة الحیّة الموجودة فی متناول أیدینا فسیکون هو موضوع دراستنا وبحثنا.