الدّلیل على أنَّ النّبی(صلى الله علیه وآله) خاتم الانبیاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
معنى الختمالفصل الرّابع

هناک أدلّة عدیدة لاثبات هذا القول، أهمها مایلی:

1 ـ ضرورة هذه القضیة: قلنا أنَّ من یتصل بالمسلمین فی أی مکان من العالم یدرک أنَّهم یعتقدون بأنَّ نبیّ الاسلام(صلى الله علیه وآله) هو خاتم الانبیاء، وعلیه فاذا تقبل أحد الاسلام عن طریق الدلیل والمنطق، فلا مندوحة له من أنَّ یقبل بمبدأ اختتام النّبوة بنبی الاسلام. وبما أنَّنا فی الدورس السابقة أثبتنا صحّة هذا الدین وصدقه بالأدلة الکافیة، فلابدّ من القبول بأن مبدأ ختم النبوّة بنبوّة رسول الله (صلى الله علیه وآله)من ضرورات هذا الدین.

2 ـ فی القرآن آیات تؤکد کون النّبی(صلى الله علیه وآله) هو خاتم الانبیاء، منها:

(ما کَانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَد مِنْ رِجالِکُم وَلکِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِیینَ).(1)

وقد نزلت هذه الآیة فی الوقت الذى راج فیه بین العرب تبنّی الابناء، إذ کانوا یتبنون أبناء أبوین آخرین ویتخذونهم أبناء حقیقیین لهم ضمن أفراد الاُسرة، یرثونهم ومحرم علیهم.

غیر أنَّ الاسلام ألغى هذه العادة الجاهلیة، وقال أنَّ الابن بالتبنی لا یمکن أنْ یکون کالابن الشرعی من حیث الحقوق القانونیة، بما فیهم «زید» الذی کان نبیّ الاسلام(صلى الله علیه وآله) قد تبناه، فجاءت الآیة تقول للمسلمین أنَّکم بدلاً من أنْ تصفوا النّبی بکونه أباً لاحد، صفوه بصفتیه الحقیقیتین: کونه رسول الله، وکونه خاتم النبیین. وهذا یدل على أنَّ هاتین الصفتین کانتا من الامور المسلم بهما بین المسلمین.

السؤال الوحید الذی یطرأ هنا هو ما المعنى الحقیقی للخاتمیة؟ «الخاتم من مادة» ختم «التی تعنی بلوغ نهایة الشیء، مثل الختم الذی کان یوضع فی نهایة الخطاب المکتوب». ومن هنا وضعت کلمة «الخاتم» على ما یلبس فی الاصابع، لأنَّ فص الخواتم کان ینقش علیه اسم أو رسم وستعمل لختم المکاتبات فی ذلک الزمان، وکل ختم کان یخص شخصاً بعینه.

جاء فی الرّوایات الاسلامیة: عندما أراد رسول الله(صلى الله علیه وآله) انْ یکتب الرسائل لملوک العصر وزعمائه یدعوهم الى الاسلام، قیل له أنَّ من عدّة ملوک العجم أنَّهم لا یقبلون کتاباً مالم یکن فیه ختم صاحبه. وذلک لأنَّ رسائل النّبی حتى ذلک الحین کانت خلواً من کل ختم. فامر أنْ یحفروا «لا إلهَ إلاّ اللهُ محمّد رسول الله» على فص خاتم، وأخذ یختم به رسائله منذئذ.

وعلیه، فإنَّ المعنى الاصلی للخاتم هو وضع النهایة والاختتام.

3 ـ هنالک احادیث کثیرة تبیّن کون النّبی(صلى الله علیه وآله) کان آخر الانبیاء وخاتمهم، منها الحدیث المعتبر المروی عن جابر بن عبدالله الانصارى عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنَّه قال:

«مثلی بین الانبیاء کمثل من بنى داراً کاملة لا تنقصها إلاّ آجرة واحدة، فمن دخلها أعجب بجمالها ولکن یعیبها هذا النقص. فانا تلک الآجرة الناقصة والانبیاء ختموا بی».

وقد قال الامام صادق(علیه السلام):

«حلال محمد حلال أبداً الى یوم القیامة وحرامه حرام أبداً الى یوم القیامة».(2)

وثمة حدیث یذکره الشیعة والسنة أنّه قال لعلی(علیه السلام)

«أنت منّی بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنَّه لا نبیّ بعدی».

ثمة تساؤلات تبرز فی موضوع ختم النّبوة لابدّ من الاشارة الیها:

1 ـ یقول بعضهم أنَّ ارسال الانبیاء فیض الهی عظیم، فلماذا حرم اُناس هذا الزمان من هذا الفیض؟ لماذا لا یکون لاهل هذا الزمان هاد وقائد جدید یهدیهم ویقودهم؟

إنَّ الذین یقولون هذا قد غفلوا فی الحقیقة عن نقطة مهمة، وهی أنَّ حرمان عصرنا لم یکن لعدم جدارتهم، بل لأنَّ قافلة البشریة فی هذا العصر قد بلغت فی مسیرتها الفکریة وفی وعیها مرحلة تمکنها من إدامة مسیرتها باتباع الشریعة.

یولنضرب هنا مث:

أولو العزم من الانبیاء الذین جاءوا بدین جدید وبکتاب من السماء، وهم خمسة (نوح و ابراهیم وموسى وعیسى ومحمد(علیهم السلام)). وقد ظهر هؤلاء کل فی فترة معینة من الزمان، وسعوا لهدایة البشر ووضعهم على طریق التکامل، فاوصل کل منهم القافلة البشریة من مرحلة الى المرحلة التی تلیها وسلمها الى النّبی الذی یلیه من أولی العزم، الى أنْ بلغت القافلة من مسیرتها الى الطریق النهائی، کما بلغت القدرة التی تمکنها من مواصلة مسیرتها وحدها نهایتها، مثلها مثل التلمیذ الذی یطوى مراحل الدراسة الخمس حتى یتخرج فی الکلیة (وبالطبع لا یعنی هذا أنَّه انتهى من التعلم، بل یعنی أهلیته للاستمرار بمفرده دونما حاجة الى معلم أو مدرسة). وهذه المراحل هی: المرحلة الابتدائیة، المرحلة المتوسطة، المرحلة الاعدادیة، المرحلة الجامعیة، وأخیراً مرحلة الحصول على الدّکتوراه.

فاذا لم یواصل دکتور الدراسة فى الجامعة، فلا یعنی هذا أنَّه لیس جدیراً بالدّراسة، بل یعنی أنَّ لدیه من المعلومات ما یمکنه من حل مشکلاته العلمیة بالاستعانة بها، ومن الاستمرار فی مطالعاته ومواصلة تقدمه.

2 ـ لما کان المجتمع البشرى دائم التّغیر، کیف یمکن أنْ تکون التشریعات الاسلامیة الثابتة قادرة على مواجهة تلک التغیرات؟

فی الجواب نقول: فی الاسلام نوعان من التّشریعات: نوع هو أشبه ما یکون بصفات الانسان الثابتة، فهو أیضاً ثابت لا یتغیر، مثل لزوم الاعتقاد بالتوحید، وتطبیق العدالة، ومکافحة کل أنواع الظلم والتعسف والعدوان وأمثالها.

أمّا النوع الآخر من التشریعات فیتألف من مجموعة من القواعد یالکلیة العامة التی تتخذ اشکا جدیدة بحسب تغیر مواضیعها بحیث أنَّها تسد الحاجة فی کل عصر وزمان.

فمثلاً هنالک مبدأ عام فی الاسلام یقول: «أوفوابالعقود» لاشک أنْ تعاقب الازمان یخلق أنواعاً جدیدة من العقود الاجتماعیة والتجاریة والسیاسیة المفیدة التی یستطیع الانسان أنْ یعقدها مع أخذ المبدأ الاصلی بنظر الاعتبار.

هنالک قاعدة کلیة اُخرى هی «قاعدة لاضرر» التی تعنی أنَّ کل حکم أو قانون یسبب الضرر للفرد أو المجتمع یجب أنْ یتحدد بحدود. لاحظ کیف أنَّ هذه القاعدة الاسلامیة العامة تمنع الاضرار بالآخرین وتحل المشکلات.

إنَّ فی الاسلام الکثیر من أمثال هذه المبادىء الکلیة العامّة التی یمکن بتطبیقها حل أعقد المشکلات التی قد تبرز فی الحیاة الاجتماعیة.

3 ـ لا شک إنَّنا فی المسائل الاسلامیة بحاجة الى القائد وعند عدم وجود النبی وغیاب وصیه تتوقف قضیة القیادة، کما أنَّ اختتام النّبوة بنبیّ الاسلام(صلى الله علیه وآله)لایکون معه إنتظار لنبیّ آخر، أفلا یعنی هذا خسارة للمجتمع الاسلامی؟

فی الجواب نقول: هذه الحالة أیضاً قد تمّ الاعداد لها من جانب الاسلام، فعن طریق «ولایة الفقیه» یمنح الفقیه الجامع للشروط من علم وتقوى ورؤیة سیاسیة على مستویات عالیة حق القیادة. کما أنَّ اُسلوب معرفة مثل هذا القائد قد بیّنه الاسلام فی قوانینه. وعلیه فلیس هناک ما یدعوا الى القلق من هذه النّاحیة.

وبناء على ذلک فإنَّ مبدا «ولایة الفقیه» إستمرار لخط الانبیاء واوصیائهم(علیهم السلام). إنَّ قیادة الولی الفقیه الجامع للشروط دلیل على أنَّ المجتمع الاسلامی لم یترک بدون رعایة وهدایة.(3)

فکّر وأجب:

1 ـ ما المعنى الدّقیق لکلمة «خاتم»؟

2 ـ کیف نستدل من آیات القرآن على أن النّبی(صلى الله علیه وآله) خاتم الانبیاء؟

3 ـ لماذا حُرِم الناس فی عصرنا من ظهور الانبیاء بینهم؟

4 ـ ما أنواع القوانین الاسلامیة؟ وکیف تسد حاجات کل زمان؟

5 ـ هل یمکن للمجتمع الاسلامی أنَّ یبقى بدون قائد؟ کیف حلت مسألة القیادة الاسلامیة فی عصرنا؟


(1) سورة الاحزاب، الآیة 40.
(2) اصول کافی، ج 1، ص 58.
(3) لمزید من التوضیح راجع کتابنا «طرح حکومت اسلامی».

 

معنى الختمالفصل الرّابع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma