الدّرس السّابع نظرة القرآن الى العالم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
الفصاحة والبلاغةالدّرس الثّامن القرآن والاکتشافات العلمیة المعاصرة

قبل کل شیء ینبغی أنْ نتعرف على المحیط الذى نزل فیه القرآن على الصعیدین الفکری والثقافی.

یجمع المؤرخون على أنَّ أرض الحجاز کانت من أکثر بلدان العالم تخلفا بحیث أنَّهم کانوا یعبرون عن سکانها بأنَّهم متوحشون أو شبه متوحشین. کانوا متمسکین بعبادة الاصنام تمسکاً شدیداً، یصطنعونها من الحجر والخشب باشکال متنوعة، فکانت تلقی بظلها المشؤوم على کل ثقافتهم، حتى قیل أنَّهم کانوا یصنعون الاصنام من التمر ویسجدون لها، ولکنهم إذا مستهم المسغیة أکلوها!

وعلى الرغم من کرههم البنات بحیث أنَّهم کانوا یئدونهن احیاء فإنَّهم کانوا یقولون: الملائکة بناتالله. ویتنزلون بالله الى حدّ اعتباره انساناً مثلهم.

کانوا ینتابهم العجب من التوحید وعبادة إله واحد. وعندما دعاها نبی الاسلام الى عبادة الله الاحد، قالوا بدهشة:

(أجَعَلَ الآلِهَةَ إلهاً وَاحِداً إنَّ هذا لَشَیءٌ عُجَابٌ).(1)

وکانوا یلصقون صفة الجنون بکل من یخالف خرافاتهم واساطیرهم المزیفة ویتعرض لمعتقداتهم الواهیة.

کان النظام القبلی هو السائد على المجتمع، حیث المنازعات القبیلة کانت على أشدها، حتى أنَّ نار الحروب لم تخمد یوماً بینهم، وکثیراً ما اصطبغت أرضهم بالدماء، ویفتخرون بالقتل والنهب والسبی.

واذا ظهر بینهم من یعرف القراءة والکتابة أصبح ناراً على علم، وکان من النادر أنَّ تعثر بینهم على عالم مفکر.

هذا هو المحیط الذی بزغ فیه انسان اُمّی لم یدخل مدرسة ولارأی معلماً، ولکنه أتى بکتاب عمیق المحتوى الى درجة أن العلماء والمفسرین مایزالون بعد أربعة عشر قرناً مشغولین باستکناه معانیه واستخراج حقائق جدیدة منه لاتنتهی.

إنَّ الصورة التی یرسمها القرآن الکریم لعالم الوجود ونظامه صورةً دقیقة مدروسة، فیعرض التوحید بأکمل حالاته، ویعرض أسرار خلق الارض والسماء واللیل والنهار والشمس والقمر والنباتات والاشجار والانسان على أنَّ کلا منها آیة تدل على وحدانیة الله الاحد.

ویتعمق أحیاناً فی اغوار النفس الانسانیة ویتحدث عن التوحید الفطری، فیقول:

(فَإذا رَکِبُوا فِی الفُلْکِ دَعَوا اللهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدّینَ فَلَّما نَجّاهُم اِلى البَرِّ إذا هُم یُشْرِکُونَ).(2)

وقد یسلک سبیل العقل والمنطق لاثبات التوحید مستنداً الى السیر فی الآفاق وفی الانفس، ومذکّراً بأسرار خلق السموات والارض والحیوانات والجبال والبحار، وهطول الامطار، وهبوب الریاح ودقائق اعضاء الانسان:

(سَنُرِیْهِم آیاتِنا فِی الآفَاقِ وَفِی أنْفُسِهِم).(3)

وند الکلام عن صفات الله یختار أعمقها وأجلبها للنظر، فیقول:

(لَیْسِ کَمِثْلِهِ شَیءٌ).(4)

 

وفی مواضع اُخرى یقول:

(هُوَ اللهُ الّذی لا إلهَ إلاّ هُوَ عالِمُ الغَیْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرّحمنُ الرّحیمُ * هُوَاللهُ الّذی لا إلهَ إلاّ هُوَ المَلکُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَیمِنُ العَزِیزُ الجَبارُ المُتَکَبِّرُ سُبحانَ اللهِ عَمّا یُشْرِکُونَ * هُوَ اللهُ الخالِقُ البارِیءُ المُصَوِّرُ لَهُ الأسْماءُ الحُسنى یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّمواتِ وَالارضِ وَهُوَ العَزِیْزُ الحَکِیْمُ).(5)

ویعبر تعبیراً جمیلاً عن وصف علمالله ولامحدودیته، فیقول:

(وَلَو أنّما فِی الأرْضِ مِنْ شَجَرِة أقْلامٌ وَالبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُر ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللّهِ إنّ اللّهَ عَرِیْزٌ حَکِیمٌ).(6)

وعن احاطةالله بکل شیء وحضوره فی کل مکان، یقول:

(وَللهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ فَأیْنَمَا تُولُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).(7)

(وَهُوَ مَعَکُم أیْنَ ما کُنْتُم وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ).(8)

وعندما یدور الکلام حول البعث ویوم القیامة، یواجه دهشة المشرکین وانکارهم بقوله:

(قَالَ مَنْ یُحیی العِظَامَ وَهِی رَمِیمٌ * قُلْ یُحییها الّذی أنْشَأهَا أوّلَ مَرِّة وَهُوَ بِکُلِّ خَلْق عَلِیمٌ * الّذی جَعَلَ لَکُم مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ ناراً فَإذا أنْتُم مِنْهُ تُوقِدُونَ * أوَ لَیْسَ الّذی خَلَقَ السَّمواتِ وَالاَرْضَ بِقادِر عَلى أنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلى وَهُوَ الخَلاّقُ العَلِیمُ * إنّما أمْرُهُ إذا أرَادَ شَیْئاً أنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ).(9)

فی تلک الایام التی لم یکن فیها قد تمّ اکتشاف التصویر وتسجیل الاصوات، یقول القرآن الکریم بشأن أعمال الانسان:

(یَومَئِذ تُحَدِّثُ أخْبَارَها * بِأنَّ رَبَّکَ أوحى لَه).(10)

وقد یتحدث عن شهادة أعضاء الانسان فیقول:

(الیَومَ نَخْتِمُ عَلَى أفْواهِهِم وَتُکَلِّمُنا أیْدِیهِم وَتَشْهَدُ أرْجُلُهُم).(11)

(وَقَالُوا لِجلُودِهِم لِمَ شَهِدْتُم عَلَینا قَالُوا أنْطَقَنا اللهُ الّذی أنْطَقَ کُلَّ شَیء).(12)

إنَّ قیمة العلوم القرآنیة وعظمة محتواها وخلوها من الخرافات لاتتضح إلاّ إذا وضعت الى جانب التّوراة والانجیل المحرفتین للمقارنة بینهما، لنرى ماتقول التّوراة بشأن خلق آدم وما یقول القرآن الکریم بهذا الشأن.

وماذا تقول التّوراة بشأن الانبیاء وما یقوله القرآن المجید.

وما تقوله التوراة والانجیل فی وصف الله ، ومایقوله القرآن فی ذلک. عندئذ یتبین الفرق واضحاً بینهما.(13)

فکّر وأجب

1 ـ ماذا کانت خصائص المحیط الذی ظهر فیه القرآن؟

2 ـ ما تأثیر عبادة الأصنام فی افکار الناس؟

3 ـ ماالفرق بین التوحید الفطری والاستدلالی؟

4 ـ کیف یصف القرآن الکریم الله عزّوجلّ ویعرّفة؟ مثّل لذلک.

5 ـ ماأفضل الطرق لمعرفة محتوى القرآن؟


(1) سورة ص، الآیة 5.
(2) سورة المعنکبوت، الآیة 65.
(3) سورة فصلت، الآیة 53.
(4) سورة الشورى، الآیة 11.
(5) سورة الحشر، الآیات 22 ـ 24.
(6) سورة لقمان، الآیة 27.
(7) سورة البقرة، الآیة 115.
(8) سورة الحدید، الآیة 4.
(9) سورة یس، الآیات 78 ـ 82.
(10) سورة الزلزلة، الآیة 4 ـ 5.
(11) سورة یس، الآیة 65.
(12) سورة فصلت، الآیة 21.
(13) لمزید من التوضیح راجع کتاب «رهبرن بزرکه»

 

الفصاحة والبلاغةالدّرس الثّامن القرآن والاکتشافات العلمیة المعاصرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma