یؤکد القرآن المجید فی هذه المسألة على حریة إرادة الانسان بجلاء ووضوح فی المئات من الآیات التی تصرح بحریة إرادة الانسان.
أ ـ جمیع الآیات التی تتناول الأوامر والنواهی والفرائض تدل على حریة إرادة الانسان فی اختیار سبیله، إذ لو کان الانسان مجبراً فی أعماله لما کان ثمّة معنى فی الامر والنهی.
ب ـ جمیع الآیات التی تذم المسیئین وتمدح الصالحین تدلّ على حریة الارادة، وإلاّ فلامعنى فی الذّم والمدح إذا کان الانسان مجبراً.
ج ـ جمیع الآیات التی تتحدث عن الحساب یوم القیامة ومحاکمة الناس فی تلک المحکمة، ثم الحکم بالعقاب أوبالثواب، أی النار والجنّة، هی دلیل على حریة الانسان فی مایعمل، لأنَّه بالفرض والاجبار لایکون هناک معنى للمحاسبة والمحاکمة ویکون إنزال العقاب بالمسیئین ظلماً محضاً.
د ـ جمیع الآیات التی تدور حول:
(کُلُّ نَفْس بِما کَسَبَتْ رَهِیْنَةٌ).(1)
و (وَکُلُّ امْرِى بِما کَسَبَ رَهِینٌ).(2)
تدلّ دلالة واضحة على حریة إرادة الانسان.
هـ ـ ثمّة آیات مثل:
(إنّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیْلَ إمّا شاکِراً وَإمّا کَفُور).(3)
واضحة الدّلالة على هذا الامر.
إلاّ أن هناک آیات فی القرآن المجید تعتبر دلیلا على «الأمر بین الامرین»، غیر بعض الجهلاء یخطئون فهمها فیرونها دلیلاً على (الجبر). منها:
(وَمَا تَشَاءُونَ إلاّ أنْ یَشَاءَ اللهُ).(4)
من الواضح إنَّ هذه الآیة وأمثالها لاتعنی تجرید الانسان من حریة الاختیار، بل ترید أنْ تؤکد للانسان إنه فی الوقت الذی یکون فیه تام الحریة والاختیار، لایخرج عن أمر الله، کما مرّ بنا توضیحه.
فکّر وأجب
1 ـ ما معنى «التفویض»؟ وما النقیصة الکامنة فیه؟
2 ـ اشرح بعبارات جلیة مبدأ «الأمر بین الأمرین» الذی تعلمناه من ائمّة أهل البیت(علیهم السلام). أیّد شرحک بمثال واضح.
3 ـ ماذا تقول الآیات التی تتحدث عن مسألة الجبر والتفویض
4 ـ إذا نحن قبلنا بعقیدة الجبر، فما یکون من أمر یوم القیامة والجنّة والنّار والحساب؟
5 ـ هل الآیات التی مثل: (وماتشاءون إلاّ أن یشاء الله) دلیل على الجبر؟
(1) سوره المدثر، الآیة 37.
(2) سورة الطور، الآیة 21.
(3) سورة الدهر، الآیة 3.
(4) سورة الدهر، الآیة 30.
