معرفة الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
مقـدّمـة 1 ـ معرفة الله و تقدم العلوم

1 ـ إنَّ حبّ الاستطلاع و التعرف على عالم الوجود کامن فی اعماقنا جمیعاً.

إنَّنا نرید أنْ نعرف حقّاً: هل هذه السّماء الرفیعة بنجومها الجمیلة، وهذه الارض المنبسطة بمناظرها الاخّاذة، و هذه الکائنات المتنوعة، و الطیور الجمیلة، والاسماک الملونة فی البحار، والزهور، و البراعم و النّباتات، و أنواع الاشجار السّامقة، هل هی کلّها قد وجدت فی هذا الکون لوحدها، أم أنَّ هذه الصور العجیبة قد رُسمت بید ماهرة قادرة مدبّرة؟

ثمّ إنَّنا إذا تجاوزنا ذلک کلّه، فإنَّ الاسئلة الاولى التی تراود خواطرنا فی الحیاة هی:

من این جئنا؟ أین نحن الآن؟ والى این سائرون؟

ما أعظم سعادتنا لو إننا عرفنا الاجابة على هذه الاسئلة!

أی أنْ نعرف کیف بدأت حیاتنا؟ والى أین سیکون مصیرنا فی النهایة؟ وما الذی ینبغی نفعله الآن؟

إنَّ روح حبّ الاستطلاع فینا تفرض علینا أنْ لا نجلس دون حراک حتى نعثر على أجوبة هذه الاسئلة.

قد یتفق أن یصاب أحدهم فی سیّارة و یغمى علیه، فیؤخذ الى المستشفى لمعالجته. و عندما یفیق من اغماءته و یتحسن حاله، یکون أوّل سؤال یطرحه على من حوله هو: أین أنا؟ لماذا جیء بی الى هنا؟ متى اخرج؟ و هذا یعنی أنَّ الانسان لایستطیع أنْ یلزم السّکوت نحو أمثال هذه الاسئلة.

وعلیه، فإنَّ أوّل مایحملنا على البحث عن الله و معرفة خالق عالم الوجود هو روح حبّ الاستطلاع المتعطشة فینا.

2 ـ عرفان الجمیل: لنفرض أنّک قد دُعیت الى ولیمة فخمة، هیأوا لک فیها کلّ أسباب الضیافة الکریمة و الترحیب بک وراحتک، ولکن بما أنّک قد حضرت الولیمة بصحبة أخیک الأکبر الذی دعاک الیها، فإنَّک لاتعرف مضیفک حقّ المعرفة. لذلک فانت عندما تجد کل هذه الحفاوة و التکریم من صاحب البیت، یکون جلّ همک أن تتعرف علیه لکی تقدم له مایستحقه من آیات الشکر اعترافاً بجمیله.

کذلک هی حالنا عندما ننظر الى مائدة الخلق الواسعة حیث نجد

 

علیها مختلف أصناف النّعم و قد وضعت تحت تصرفنا: عیون ناظرة، و آذان سامعة، و عقول ذکیة، و قوى جسمانیة و نفسانیة متنوعة، و مختلف سبل العیش، و رزق طیب و طاهر، کلّها قد عرضت على هذه المائدة الفسیحة الشّاسعة، فیتجه فکرنا دون اختیار الى ضرورة معرفة واهب کلّ هذه النّعم لکی نقدم له فروض الشکر و إنْ لم یکن بحاجة الى شیء من شکرنا، و ما لم نفعل ذلک نصاب بالقلق و بإنَّنا نفتقر الى شیء ما. و هذا محفز آخر یدفعنا للبحث عن الله و معرفته.

3 ـ حساب الرّبح و الخسارة فی هذا البحث: افرض إنَّک فی سفرک قد بلغت مفرق طرق أربعة حیث تسمع الناس یتنادون أنْ لا تمکثوا فی هذا المکان، ففیه اخطار کبیرة. إلاّ أنَّ کل فریق یدعوک الى سلوک أحد تلک الطّرق، فهذا یقول: أفضل الطریق هذا الذی یتجه الى الشرق. و یقول فریق آخر: بل الطریق المؤدی الى الغرب أکثر اطمئناناً. فریق ثالث یدعوک الى طریق وسط بین الطّریقین، قائلاً: أنَّه الطریق الوحید الذی ینجیک من المخاطر و یوصلک الى حیث الأمن و الأمان و کلّ أنواع السعادة.

فهل یجوز لنا أن نسلک أحد تلک السبل دون تمعّن أو دراسة؟ أم هل یرتضی لنا العقل أنْ نمکث هناک دون أن نختار واحداً من تلک الطّرق؟ طبعاً لا.

إنَّ العقل ینصحنا بأن نبادر فوراً الى دراسة الوضع و تمحیص

 

أقوال کل فریق بدقة، فاذا وجدنا فی أقوال أحد الفرق دلائلاً مقنعة من الصدق و الصحة أخذنا بها، و سلکنا ذلک الطریق بکل اطمئنان وثقة.

هکذا نحن فی هذه الدّنیا، حیث نجد مختلف المذاهب والاتجاهات تدعونا إلیها. ولکن لما کانت سعادتنا و تعاستنا، تقدّمنا و تأخرنا، منوطة بدراسة هذه الاتجاهات و اختیار أفضلها، فإنَّنا لانجد بداً من أنْ نفکر فی الامر، لاختیار الطریق الذى یؤدی بنا الى التقدم و التکامل، و تجنّب الطریق الذی یوصلنا الى منزلق التعاسة و الفساد و الشقاء.

و هذا دافع آخر یدفعنا لإمعان الفکر فی خالق عالم الوجود.

یقول القرآن الکریم:

(فَبَشِّرْ عِبادِ الّذِینَ یَسْتَمِعُونَ القَولَ فَیَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ).(1)

فکّر وأجب:

1 ـ هل سبق لک أنْ فکرت بجدّ فی الله و معرفته، غیر ما سمعته من والدیک؟

2 ـ أتستطیع أنْ تذکر الفرق بین البحث عن الله و معرفة الله؟

3 ـ هل شعرت بنوع من اللّذة الرّوحیة العمیقة و أنت تدعو الله وتناجیه؟


(1) سورة الزّمر: 17، 18.

 

مقـدّمـة 1 ـ معرفة الله و تقدم العلوم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma