2 ـ المدرسة الوسط

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
1 ـ «التّفویض» فی قبال «الجبر»3 ـ القرآن ومسألة الجبر والتفویض

إنَّ النقطة المهمّة والدّقیقة هنا هی أنْ لایختلط علینا الأمر فنحسب هذین الأمرین متناقضین. الدقّة فی الأمر هی إنَّنا نؤمن ب(عدالة) الله إیماناً تاماً، ونؤمن فی الوقت نفسه بحریة عباد الله ومسؤولیتهم ، وب(التوحید) وشمول حکمه عالم الوجود کلّه، وهذا هو ماو یعبر عنه أنَّه (الأمر بین الأمرین)، أی الامر الوسط بین معتقدین متطرفین غیر صحیحین.

یولما کان هذا الموضوع على شیء من التعقید، فسنورد مثا توضیحاً:

أفرض أنَّک تقود قطاراً کهربائیاً فی سفرة، فلابدّ أنْ یکون هناک سلک کهربائی قوی یمتد فوق القطار. تنزلق علیه الحلقة المتصلة بالقطار، فیتحرک هذا بانتقال طاقة کهربائیة قویة من محطة لتولید الکهرباء الى ماکنة القطار باستمرار. بحیث لو انقطع التیار لحظة واحدة لتوقف القطار فوراً.

بدیهی أنَّک قادر أنْ تتوقف أثناء الطریق حیثما تشاء، ولک أنْ تزید من سرعة القطار أو أنْ تخفف منها. ولکنک على الرّغم من حریتک هذه، فإنَّ الشخص القائم على إدارة محطة تولید الکهرباء قادر فی أیة لحظة أنْ یوقف حرکتک، وذلک لأنَّ قدرتک کلها تعتمد على تلک الطاقة الکهربائیة التی یتحکم فیها شخص غیرک.

إذا دققنا النظر فی هذا المثال نجد أنَّه على الرغم من حریة سائق القطار فی الحرکة والسکون، إلاّ أنَّه یقع فی قبضة شخص آخر، وأنَّ هذین الأمرین لایتعارضان.

مثال آخر:

أفرض إنَّ شخصاً أصیبت یده بالشلل على أثر حادث مؤسف، فلا یستطیع تحریکها، ولکننا إذا أوصلناها بطاقة کهربائیة خفیفة أمکن ایصال الحرارة الیها بحیث تتمکن من التحرک.

فاذا ارتکب هذا الشخص بهذه الید جریمة، فقتل شخصاً أوصفع أحداً، فإنَّ مسؤولیة ذلک لاشک تکون علیه، لأنَّه کانت له القدرة یوالاردة، وأنَّ الشخص إذا ملک (القدرة والارادة) یکون مسؤو عن أعماله.

ولکن الشخص الذى یوصل القوة الکهربائیة الى ید الجانى ویولّد فیها القدرة یکون هو المسیطر الحاکم علیه، فی الوقت الذی یکون فیه صاحب الید مالکاً لحریة إرادته واختیاره.

فلنعد الآن الى موضوعنا:

لقد وهبناالله القدرة والقوة، ومنحنا العقل والذکاء وهی طاقات لاینقطع وصولها إلینا منالله، ولو توقف لطف الله عنّا لحظة واحدة وانفصمت رابطتنا به لقضی علینا قضاء تاماً.

إنَّنا إذا کنا قادرین على إنجاز عمل، فقدرتنا قد وهبها الله لنا ومازالت تصل إلینا باستمرار بلا انقطاع، بل إنَّ حریة إرادتنا أیضاً من عنده، أی أنَّه هوالذی أراد لنا أنْ نکون أحراراً فی إرادتنا لکی نواصل مسیرتنا نحو التکامل بهذه الهبات الالهیة.

بناء على ذلک فاننا فی الوقت الذی نملک فیه حریة إرادتنا واختیارنا، نظل تحت سیطرة القدرة الإلهیة، ولایمکن أن نخرج من نطاق حکمه. إنَّنا فی لحظة القدرة والقوة نکون مرتبطین به تعالى ولایمکن أن نکون شیئاً بدونه. هذا هو معنى (الأمربین الأمرین). وبهذا لانکون قد وضعنا أحداً ردیفاً لله تعالى لیکون شریکا له، ولانکون قد اعتبرنا عباد الله مجبرین فی أعمالهم لنقول إنَّهم مظلمون، فتأمل!

لقد تعلمنا هذا الدرس من مدرسة أهل البیت(علیهم السلام)، فعندما کان الناس یسألونهم عمّا إذا کان هناک سبیل بین (الجبر والتفویض) کانوا یقولون، نعم، أرحب ممّا بین السماء والارض.(1)


(1) المصدر نفسه، ج 1، ص 121، باب (الجبر والقدر والامر بین الامرین).

 

1 ـ «التّفویض» فی قبال «الجبر»3 ـ القرآن ومسألة الجبر والتفویض
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma