6 ـ المشکلات المصطنعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
5 ـ التّقلبات والمشکلات تهب الحیاة روحاً وحیویة:الدّرس السّادس الجبر والتّفویض

النّقطة الاُخرى التی نرى ضرورة الاشارة إلیها فی ختام هذا البحث هو أنَّ کثیراً من الناس یخطئون فی معرفة علل هذه الحوادث المنغصة والصعاب، فیضعون الظلم الذی یرتکبه الظالمون فی حساب ظلم الطبیعة.

ییقولون مث: لماذا تکثر الاحجار فی طریق الأعرج؟ لماذا تکون ضحایا الزلازل فی المدن أقل من القرى والاریاف؟ فأی عدالة هذه؟ إذا کان لابدّ من توزیع کارثة ما على الناس، فلماذا لا تتوزع بالتساوی؟ لماذا یتوجه نصل الحوادث الى المستضعفین دائماً؟ لماذا تنتشر الامراض الوبائیة بین هؤلاء أکثر من انتشارها بین غیرهم؟

هؤلاء لایدرکون أنَّ هذه الاُمور لاعلاقة لها بالطبیعة وبعدالة الله، بل هى من نتائج ظلم الانسان لاخیه الانسان واستعماره واستغلاله.

لو لم یکن القرویون ویعیشون فی الفقر والحرمان بسبب ظلم المدنیین، بل کانوا قادرین على تشیید دورهم بالمتانة التی یشید بها المدنیون دورهم فی المدینة، لما وقعت اکثریة ضحایا الزلازل فی القریة.

ولکن عندما لا یکون بمقدورهم أنْ یبنوا دروهم، إلاّ بالطین أو بالحجر والاخشاب، دون أنْ تصل أیدیهم الى الاسمنت والحدید، بل یضعون کتل الطین أو الحجر فی صفوف بعضاً فوق بعض، فلاشک أنَّها ستکون عرضة للانهیار عند هبوب أیة ریح أو أیة زلزلة خفیفة. وفی هذه الحالة لایمکن أنْ نتوقع لهم مصیراً أفضل . ولکن ما علاقة هذا بعدالة الله؟

إنَّنا لایجوز لنا أنْ نعترض قائلین: إنَّ الله قد أعطى بعض الناس مائة نعمة ونعمة، وأجلس آخرین على تراب الذلة، فذلک یسکن فی قصر منیف، وهذا فی کوخ ضعیف!

هذه الانتقادات ینبغی أنْ توجه الى الوضع الاجتماعی الذی فقد توازنه واختل نظامة وسار فی اتجاه خاطیء. یجب النهوض لوضع حد للظلم الاجتماعی وفقدان العدالة فی المجتمع، وللقضاء على الفقر والحرمان، ولإعادة حقوق المستضعفین لاصحابها، لیکلا تحدث هذه الظواهر.

لو أنَّ جمیع طبقات الشعب نالوا الغذاء، الکافی والعلاج الطبی اللازم، لاستطاعوا جمیعاً ضمان صحتهم ومقاومة الامراض.

ولکن عندما تکون الحالة الاجتماعیة فی نظام إجتماعی متدنّیة، والحکومة توفّر لطبقة من الطبقات کلّ الامکانات بحیث أنَّ کلابها وقططها تحظى بالعنایة الطّبیة وبالعلاج والدواء، بینما لایتوفر لطبقة آخر حتى الحدّ الادنى البدائی من العنایة الصّحیة للاهتمام بموالیدها الجدد، فان نسبة الوفیات بین أفرادها ستکون حتما مرتفعة ویرى الانسان الکثیر من تلک المشاهد المؤلمة.

ففی أمثال هذه الحالات، بدلاً من توجیه النقد الى أفعال الله، علینا أنْ نوجهه الى أفعالنا.

علینا أنْ نقول للظالم: لاتظلم:

وعلینا أنْ نقول للمظلوم: لا تخضع للظلم!

وعلینا أنْ نسعى لکی ینال جمیع أفراد المجتمع الحد الادنى، من العنایة الصّحیة والعلاجیة والغذائیة ومن السکنى والثقافة والتعلیم والتربیة.

لذلک لیس لنا أنْ نلقی بتبعة ذنوبنا وآثامنا على عاتق نظام الخلیقة. متى فرض الله تعالى علینا حیاة کهذه؟ متى اُمرنا بمثل هذا النظام؟

صحیح أنَّ الله قد خلقنا أحراراً. لانّ الحریة هی أساس التکامل والتقدم، ولکننا نحن الذین نسیء استغلال هذه الحریة و نستسیغ انزال الظلم بالآخرین. فتظهر نتایج هذا الظلم بصورة اضطرابات اجتماعیة.

ولکن الذی یؤسف له أنْ یأخذ هذا الخطأ بخناق جماعات کثیرة من الناس، حتى شوهدت آثار ذلک فی شعر بعض الشعراء المعروفین.

یقول الله فی کتابه المجید:

(إنَّ اللهَ لا یَظْلِمُ النَّاسَ شَیْئاً وَلَکنَّ النَّاسَ أنْفُسَهُم یَظْلِمُونَ).(1)

وهکذا نصل الى نهایة بحثنا فی فلسفة الآفات والکوارث. على الرّغم من الکثیر الذی یمکن أنْ یقال فی هذا الموضوع، إلاّ أنَّ الذی قلناه یکفی لهذا البحث المکثف المفصل.

فکّر وأجب

1 ـ لماذا أجرینا البحث فی فلسفة الآفات والکوارث على امتداد ثلاثة دروس؟

2 ـ ما الاثر السیء الذی تترکه الحیاة الرتیبة؟ هل سبق لک أنْ رأیت شخصاً یتألم من حیاته المرفهة؟

3 ـ ماذا تعرف عن فلسفة النّور والظلام فی عالم الخلق؟

4 ـ هل أنَّ سبب مصائب المجتمع هو نظام الخلیقة، أم أنَّ لنا یداً فی بعضها أیضاً؟

5 ـ هل هناک وسیلة صحیحة للقضاء على المشکلات الاجتماعیة؟ ماهو واجبنا نحو المستضعفین؟


(1) سورة یونس، الآیة 44.

 

5 ـ التّقلبات والمشکلات تهب الحیاة روحاً وحیویة:الدّرس السّادس الجبر والتّفویض
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma