5 ـ التّقلبات والمشکلات تهب الحیاة روحاً وحیویة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
الدّرس الخامس عودة الى الحکمة فی الآفات والکوارث6 ـ المشکلات المصطنعة

لعل من الصعب على الکثیرین أدراک أنَّ النّعم والعطایا إذا إستمرت على وتیرة واحدة تفقد قیمتها وأهمیتها.

لقد ثبت الیوم علمیاً إنَّنا إذا وضعنا جسماً فی حجرة مدورة ملساء تماماً وسلطنا علیه نوراً قویاً من جمیع الجهات لما امکنت رؤیة ذلک الجسم. لأنَّ وجود الظل الممتد من الجسم بسبب الضوء هو الذی یعین لنا أبعاد الجسم ویمیزه عمّا یحیط به، وعندئذ نستطیع أنْ نراه.

کذلک هی حال عطاءات الحیاة، فلا یمکن رؤیتها بغیر الظلال الخفیفة والثقیلة. ولولا المرض فی بعض فترات الحیاة لما عرفنا لذّة السّلامة. إنَّنا على أثر لیلة من الحمى الشدیدة والصداع القاتل الالیم، نشعر صباًحا بعد انقطاع الحمى وزوال الصداع من اللّذة والحلاوة فی العافیة بحیث إنَّنا کلّما تذکرنا تلک اللّیلة العصیبة أدرکنا قیمة السّلامة والعافیة عندنا.

إنَّ الحیاة نفسها، حتى المسرفة فی الرفاهیة والرخاء، تکون مملة وعدیمة الروح وقاتلة لو أنَّها مضت على وتیرة واحدة. کثیراً ما لوحظ أن بعض النّاس یعانون الألم والعذاب بسبب رتابة حیاتهم المرفهة الخالیة من کل منغص وقلق الى درجة أن بعضهم یقدم على الانتحار، أو لا یکف عن الشکوى من حیاته.

إنَّک لن تجد مهندساً معماریاً یبنی جدران غرفة الاستقبال رتیبة مسطحة لجدران السجن، مثلما یبنی جدران السجن رتیبة مسطحة، بل أنَّه یضیف علیها من الانعطافات والانحناءات المناسبة لیخرجها من الرتابة.

لماذا یتمیز عالم الطبیعة بکل هذا الجمال؟

لماذا تثیر فینا الغابات على سفوح الجبال، والانهار المنسابة بین الاشجار تلتوی فی المنحنیات کالأفعى، هذا الشعور بالبهجة؟

إنَّ أحد الأجوبة هو: أنَّها لیست رتیبة.

إنَّ من أهم آثار نظام «النّور» و «الظّلام»، وتعاقب اللیل والنهار الذی یشیر الیه القرآن فی عدد من آیاته، کسر رتابة الحیاة الانسانیة، إذ لو ظلّت الشّمس تسطع من مکان واحد فی السماء على الکرة الأرضیة، بغیر أنْ تغیر موضعاً ولا أنْ تخلی مکانها لاستار اللیل الذهبیة، ویصرف النظر عن المشکلات الاخرى، لانتاب البشر التعب والملل.

فعلى هذا الاعتبار لامندوحة لنا من الاعتراف بأنَّ قسماً، على الاقل ـ من حوادث الحیاة المؤلمة لها تأثیرها فی اضفاء الحیویة على الحیاة، فتجعلها حلوة یمکن تحملها، وتبرز نعمها وقیمها، و تتیح للانسان الفرصة لکی یستفید ممّا وهبه الله بأقصى مایستطیع.

 

الدّرس الخامس عودة الى الحکمة فی الآفات والکوارث6 ـ المشکلات المصطنعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma